400 يوم.. الاحتلال يقتل نازحين ويقصف مستشفيات ويواصل الإبادة في غزة
السبيل – شهد مستشفى شهداء الأقصى الحكومي وسط قطاع غزة، فصول مأساة جديدة إثر قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين مأهولة داخل أسواره في اليوم 400 من الإبادة والتطهير العرقي، ما أسفر عن مقتل فلسطينيين اثنين.
هذا المستشفى الذي استقبل منذ بداية حرب الإبادة الصهيونية فلسطينيين من مختلف مناطق القطاع، شكل ملاذا آمنا لهم حيث بات يكتظ بالنازحين إضافة إلى عشرات المرضى والجرحى داخل أقسامه.
لكن قصفا إسرائيليا هو التاسع منذ 400 يوم من الإبادة، استهدف خيام النازحين المصنوعة من القماش والنايلون ما خلف دمارا واسعا في الخيام المحيطة بساحة هذا المستشفى.
خيام النازحين الفلسطينيين هذه كانت قريبة أيضا من أخرى لصحفيين يواصلون تغطية جرائم الإبادة الإسرائيلية.
القصف الإسرائيلي خلف وراءه مشاهد من الهلع والرعب في صفوف النازحين والمرضى والجرحى، حيث وثقت عدسة الأناضول حالة الخوف خاصة بين الأطفال والنساء.
كما وثقت اندلاع النيران الناجمة عن القصف الإسرائيلي في بعض الخيام المصنوعة من النايلون الذي يساهم في زيادة الاشتعال.
نازحون وطواقم طبية حاولوا إخماد النيران بطرق بدائية باستخدام بطانيات سميكة، وسط حالة دمار وتناثر مستلزمات النازحين التي وفروها بـ”صعوبة كبيرة” على مدى أيام الإبادة الإسرائيلية.
أما “المصابون والشهيدان”، فكانوا ملقين على الأرض مضرجين بدمائهم منتظرين إسعافهم إلى داخل المستشفى.
يوم مأساوي
تقول الفلسطينية إسلام أيمن (23 عاما) النازحة إلى “شهداء الأقصى”، إن هذا اليوم كان مأساويا لكافة الموجودين داخل المستشفى.
وتضيف: “قصفت مروحية إسرائيلية بصاروخ خيام النازحين المتهالكة أصلا داخل المستشفى”.
وتوضح أن “حالة من الخوف الشديد انتابت النازحين حيث هرعت النساء للبحث عن أطفالهن والتأكد من سلامتهم إثر القصف الإسرائيلي”.
وأشارت إلى أن القصف الإسرائيلي تسبب أيضا “بفقد عدد من النازحين مستلزماتهم الأساسية التي نجحوا بتوفيرها بصعوبة بالغة جراء شح توفر البضائع في الأسواق وانعدام السيولة لديهم”.
وتقول عن ذلك: “كثير من النازحين فقدوا إلى جانب أماكن نزوحهم، مستلزماتهم الأساسية من أغطية وملابس وبعض الأدوات المطبخية التي تلزمهم بشكل يومي”.
ووصفت الشابة الفلسطينية مشهد المصابين إثر القصف الإسرائيلي بأنه “مروع، فالجرحى كانوا على الأرض مضرجين بدمائهم، وفي اللحظة الأولى لم نعرف من استشهد أو أصيب منهم”.
المرة 9 منذ الإبادة
المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أعلن إستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة 26 آخرين بقصف إسرائيلي استهدف خياما لصحفيين ونازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى، وذلك للمرة التاسعة منذ بدء الإبادة.
وأضاف المكتب الإعلامي في بيان: “من بين المصابين صحفيان”، دون أن يوضح طبيعة إصابتهما، ولا هويتهما.
وأوضح أن “الجيش الإسرائيلي قصف للمرة التاسعة على التوالي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خياما لصحفيين ونازحين داخل أسوار المستشفى”.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي القصف الإسرائيلي للمستشفى الذي يُعتبر مؤسسة مدنية محمية بموجب القانون الدولي والإنساني، بحسب البيان.
وحمل المكتب دولة الاحتلال والولايات المتحدة والدول المشاركة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم الممنهجة بحق المستشفيات والصحفيين والمدنيين والنازحين في غزة.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بـ”الضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم التي تندرج في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المستشفيات وضد الصحفيين والمدنيين والنازحين في قطاع غزة”.
وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، أسفرت عن إستشهاد وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل دولة الاحتلال مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.