دائرة الإفتاء تنحاز إلى العلم

كان من المتوقع أن يحدث خلاف في تحديد أول أيام شهر شوال (عيد الفطر) بين الدول العربية والإسلامية. والسبب هو أن الهلال يكون موجودا في السماء بعد غياب الشمس بحسب الحسابات الفلكية، لكن يستحيل رؤيته بالعين المجردة والتلسكوبات؛ أيضا بحسب علماء الفلك.

لقد كان بيان دائرة الإفتاء السابق واضحا في أنه ينحاز إلى الوحدة بين المسلمين فيقر برؤية هلال أول الشهر إذا أعلنته أي دولة إسلامية حتى لو لم ير في سماء المملكة، لكنه اشترط أن تكون الرؤية ممكنة وفق ما يقرره علماء الفلك.

وبحسب مركز الفلك الدولي، مقره أبوظبي، فإن “رؤية الهلال يوم السبت 29 آذار غير ممكنة حتى باستخدام أحدث التقنيات العلمية في رصد الهلال، وهي تقنية التصوير الفلكي باستخدام الـ CCD كاميرا، والتي يمكنها رؤية الهلال حتى في وضح النهار نظرا لقوتها الفائقة، فبعد القمر عن الشمس عند غروب الشمس يوم السبت يتراوح بين 1.5 درجة في مناطق شرق العالم العربي إلى قرابة الثلاث درجات في غربه، وهذه قيم لا تسمح برؤية الهلال حتى باستخدام هذه التقنية، أما بالعين المجردة فلم يثبت في التاريخ رؤية الهلال رؤية صحيحة عندما كان بعده عن الشمس أقل من 7.6 درجة، وباستخدام التلسكوب، فلم تثبت رؤيته على أقل من 6.0 درجات”.

ويستدرك المركز بالقول: “بالنسبة للدول التي تشترط الرؤية الصحيحة للهلال، فيتوقع أن تكون عدة رمضان فيها 30 يوما وأن يكون عيد الفطر فيها يوم الاثنين 31 آذار. ولكن نظرا لحدوث الاقتران يوم السبت 29 آذار قبل غروب الشمس ولغروب القمر بعد غروب الشمس من وسط وغرب العالم الإسلامي، فقد جرت العادة بمثل هذه الظروف أن تعلن بعض الدول بدء الشهر في اليوم التالي، وعليه من غير المستبعد إعلان بعض الدول عيد الفطر يوم الأحد 30 آذار”.

بالنسبة للدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية فإنها، كما الأردن، تعتمد الرؤية في تحديد أول الشهر الهجري، وعليه فإنه يفترض أن اثنين على الأقل قد رأيا هلال شوال وشهدا على ذلك، أما دائرة الإفتاء عندنا فقد انحازت إلى العلم الذي يقول إنه يستحيل رؤية الهلال في تلك الظروف، لذلك فهي لن تعتمد أي شهادة لذلك.

مع العلم أن الدائرة دعت المسلمين إلى تحري هلال شهر شوال، وفتحت المحاكم الشرعية لاستقبال المواطنين للشهادة على رؤية الهلال، وقد قامت مراكز الرصد الفلكية بمراقبة الهلال.

بقي أن نسأل هل جاء أحد إلى أي محكمة شرعية أمس وشهد أنه رأى الهلال أم لا؟