ثلاثة سيناريوهات محتملة.. هل تنجح “إسرائيل” في إقناع ترامب بتوجيه ضربة لإيران؟

السبيل – خاص
في ظل تقارير إعلامية تؤكد أن “تل أبيب” تمارس ضغوطاً مكثفة على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفعه إلى دعم ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.. هل تنجح “إسرائيل” في تحقيق هذا الهدف؟
تشير تقارير صحفية، من بينها ما نشره الكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس، إلى أن “إسرائيل” ترى إيران في وضع ضعيف، بعد تعرض حلفائها في لبنان وسوريا لهزائم متتالية.
وتعتقد الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها بنيامين نتنياهو أن هذه اللحظة قد تكون الفرصة المثالية لتوجيه ضربة قاصمة للبرنامج النووي الإيراني، سواء بدعم أمريكي مباشر أو عبر تنفيذ العملية بشكل منفرد.
ورغم أن ترامب أعلن مرارًا رغبته في تقليل التدخلات العسكرية الأمريكية، فإن الضغوط الإسرائيلية تركز على إقناعه بأن ضرب إيران سيحقق مكاسب استراتيجية كبيرة للولايات المتحدة و”إسرائيل” معًا، خاصة إذا تم ذلك قبل أن تتمكن طهران من استكمال برنامجها النووي.
ترامب بين التصعيد والتفاوض
في مقابلته الأخيرة على قناة “فوكس نيوز”، قال ترامب بوضوح: “يعتقد الجميع أن إسرائيل، بمساعدتنا أو بموافقتنا، ستذهب إلى هناك وتقصفهم. أُفضّل ألا يحدث ذلك، وأُفضّل أن أرى اتفاقًا مع إيران، إذ يمكننا عقد صفقة معها”.
هذا التصريح يعكس التردد في موقف ترامب، فهو لا يريد حربًا جديدة، لكنه في الوقت ذاته لا يستبعد دعم “إسرائيل” إذا اختارت التحرك عسكريًا.
وبحسب مصادر استخباراتية أمريكية؛ فإن إدارة ترامب تدرس عدة مستويات من الدعم، بدءًا من تقديم الغطاء السياسي، وصولًا إلى توفير ذخائر خارقة للتحصينات يمكن أن تساعد “إسرائيل” في استهداف منشآت نووية حساسة مثل موقع فوردو.
هل الضربة خيار واقعي؟
التقييمات الاستخباراتية الأمريكية أشارت إلى أن “إسرائيل” قد تقدم على تنفيذ الضربة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد يقيّد برنامج إيران النووي. لكن السؤال الأهم: هل تستطيع “إسرائيل” تحمل تبعات هذه الضربة؟
تشير التقديرات إلى أن أي ضربة إسرائيلية قد تعطل البرنامج النووي الإيراني لمدة ستة أشهر فقط في أحسن الأحوال، وفقًا لتقديرات مسؤولين أمريكيين، بينما ترى “إسرائيل” أن التأثير قد يمتد لعام أو أكثر.
لكن في المقابل؛ فإن أي هجوم سيؤدي إلى رد فعل إيراني عنيف، قد يشمل استهداف قواعد أمريكية في المنطقة، وتوسيع نطاق المواجهة ليشمل جبهات أخرى مثل العراق وسوريا ولبنان.
السيناريوهات المحتملة
هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية لما يمكن أن يحدث في الفترة المقبلة:
1- إقناع ترامب بالموافقة على الضربة: إذا تمكنت “إسرائيل” من استغلال نفوذها داخل البيت الأبيض، فقد تحصل على دعم مباشر لعملية عسكرية واسعة ضد إيران، وهو ما سيؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.
2- تنفيذ الضربة دون دعم أمريكي مباشر: إذا شعرت “إسرائيل” أن ترامب لن يمنحها الضوء الأخضر، فقد تقدم على توجيه الضربة منفردة، معتمدة على أسلحتها المتطورة، لكن دون ضمان الحصول على غطاء دبلوماسي كافٍ.
3- تأجيل الهجوم لصالح اتفاق دبلوماسي: إذا تمكنت إيران والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق جديد، فقد تتراجع احتمالات الضربة، رغم استمرار الضغط الإسرائيلي لمنع أي صفقة لا تلبي مصالحها.
ختامًا.. رغم الضغوط الإسرائيلية المكثفة؛ لا يزال موقف ترامب غير محسوم، إذ يبدو مترددًا بين خيار التصعيد وخيار التفاوض. وإذا ما قررت “إسرائيل” تنفيذ ضربة عسكرية، فإن تداعياتها ستكون واسعة النطاق، وقد تشعل مواجهة إقليمية تمتد إلى أكثر من مجرد استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذا الملف المعقد!