الأخبار

المساعدات

فبراير 11, 2025 7:31 م
عبد الله المجالي

هناك دول كثيرة تتلقى المساعدات الخارجية، ولا نخطئ إذا قلنا إن معظم دول العالم الثالث أو ما يسمى دول الجنوب العالمي تتلقى مساعدات خارجية، والولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر جهة تقدم مساعدات يليها الاتحاد الأوروبي، لكن هناك دول أدمنت تلك المساعدات حيث باتت تشكل بندا رئيسيا في موازناتها السنوية، كما هو الحال في الأردن.

في مقال سابق تعرضت لبعض مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الأردن، ولا شك أنه كان لها دور مهم في العديد من المشاريع خصوصا في مجالات الطاقة والمياه والصحة والتعليم، وهي مشاريع أراحت الموازنة العامة بشكل عام.

تتنوع المساعدات الأمريكية للأردن بين عسكرية وتنموية ومباشرة، وأصبحت علامة بارزة في الحياة الأردنية، ومع توفر أرقام عامة حول تلك المساعدات، إلا أن تفاصيلها الدقيقة تبقى غائبة عن الرأي العام بل حتى عن الإعلام والنخب.

يتفق علماء السياسة أن المساعدات هي أحد أدوات السياسة الخارجية للدول، وهي تساهم في تحقيق مصالحها، لكنها تكون في الغالب على شكل اتفاقيات وتفاهمات مع الدول التي تتلقى المساعدات، وهي في الغالب تعني توفيق سياسة الدولة المتلقية للمساعدات مع سياسة الدولة المانحة، وقد تعني كذلك تقديم خدمات كبيرة للدولة المانحة.

هذا يعني باختصار أن المساعدات لا تقدم بالمجان، وأن الدول المانحة تستفيد ربما أكثر من الدول المتلقية، وربما تحصل الدول المانحة على مكتسبات بشكل ناعم كانت تحتاج إلى أدوات خشنة وخسائر للحصول عليها؛ مثل القواعد العسكرية على سبيل المثال.

اليوم يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدام تلك المساعدات كأداة ابتزاز مباشرة، وهو يتحدث بصراحة ودون أدنى دبلوماسية أن “سكان غزة لن يعودوا إليها، لأننا سنبني لهم أماكن أجمل في الأردن ومصر، وأعتقد أنني قادر على إقناع مصر والأردن، فنحن ندفع لهم مليارات الدولارات سنويا.. إذا لم يوافقوا، قد أوقف المساعدات”.

يتجاهل ترامب أن المساعدات التي يقدمها للأردن ليست بلا فوائد للولايات المتحدة، وربما إذا قارنا الفوائد السياسية والجيوسياسية والاستراتيجية التي تحصل عليها الولايات المتحدة جراء مساعداتها للأردن قد نجدها تفوق قيمة تلك المساعدات؛ فخسارة الأردن كحليف خسارة كبيرة للولايات المتحدة.

هذا هو المنطق الذي يجب أن يسود حين الحديث عن المساعدات الأمريكية.

مواضيع ذات صلة
“الإسلاموفوبيا” في تزايد واليمين المتطرف يغذيها!!
“الإسلاموفوبيا” في تزايد واليمين المتطرف يغذيها!!

مارس 15, 2025 4:39 م

علي سعادةاليوم السبت هو ثاني عام يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، أو ” رهاب الإسلام” بعد أن أقرته...
العالم عاجز أم متواطئ؟
العالم عاجز أم متواطئ؟

مارس 15, 2025 4:07 م

عبد الله المجاليآخر من يطالب باستئناف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة هي “مجموعة السبع”. للعلم فمجموعة السبع تضم الدول الكبرى...
حين تفاوض حماس بلا ظهير
حين تفاوض حماس بلا ظهير

مارس 14, 2025 4:18 م

السبيل عبد الله المجالييمعن العدو الصهيوني مسنودا بقوة باطشة وإدارة أمريكية منحازة في التلاعب كما يشاء بالاتفاقيات التي يوقعها، بل...
غزة تكشف تغلغل اللوبي الصهيوني في جميع مفاصل أمريكا
غزة تكشف تغلغل اللوبي الصهيوني في جميع مفاصل أمريكا

مارس 13, 2025 5:32 م

علي سعادةقبل غزة لم يكن العالم يعرف الكثير عن مدى قوة تغلغل الحركة الصهيونية في العالم وبشكل خاص في الولايات...
قصة القردة والخنازير
قصة القردة والخنازير

مارس 13, 2025 1:49 م

في وقتٍ ما مِنَ القرنِ التاسعِ عشر، طَرَدَتْ مَزَارعُ حيوانٍ متجاورةٌ الخنازيرَ والقِرَدة منها؛ بسبب نَشْرِها القذارةَ بين الحيوانات، واتصفها...
اليوم التالي للعدوان على شمال الضفة الغربية
اليوم التالي للعدوان على شمال الضفة الغربية

مارس 12, 2025 9:33 م

منذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية،...