الأخبار

مخيم جنين اختبار إسرائيلي نهائي للسلطة الفلسطينية

ديسمبر 24, 2024 7:00 م
كاتب- علي سعادة

يواصل الاحتلال إرسال برقيات وتهديدات مغلفة بلهجة تحريضية للسلطة الفلسطينية في رام الله ملخصها بأن فشلكم في وأد المقاومة في مخيم جنين ومدينة جنين يعني الإعلان رسميا عن انتهاء دوركم الوظيفي.
جنين هي اختبار لقدرة السلطة على فرض سطوتها وشروطها، وجنين هي الميزان لأنها نموذج مصغر يعكس وضع الضفة الغربية بأكملها.
وإذا تعثرت السلطة الفلسطينية في جنين ومخيمها، فإن سيطرتها على الضفة برمتها ستكون في خطر، هكذا يتحدث الإعلام العبري.
وقد أطلق الاحتلال بناء على تدخلات أمريكية حاسمة يد السلطة للعمل في مناطق سبق أن قام فيها الاحتلال بعمليات عسكرية واسعة النطاق، وباتت السلطة تحظى بدعم مؤقت من الاحتلال الذي يواصل انتقادها ومحاصرتها وشتمها والتشكيك بقدراتها، وهي تحظى حاليا “بشرعية للعمل من قبل إسرائيل”، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليسارية.
إذا نجحت الأجهزة الأمنية للسلطة في جنين، فمن المحتمل أن تحاول توسيع نشاطها إلى باقي مخيمات شمال الضفة الغربية، أما إذا فشلت ولم تتمكن من فرض سيطرتها فهذا مؤشر كبير على بداية نهاية حكمها.
السلطة تتعامل مع جنين ومخيمها بطريقة هوجاء وانفعالية ومن منطلق استعلائي، وهذا تترتب عليه كلف سياسية وأمنية واجتماعية، خصوصا أنه يترافق مع خطاب تحشيد مناطقي؛ مما سيترك تأثيره السلبي في النسيج الوطني والمجتمعي الفلسطيني، كما أنها تهدد وحدة الصف الوطني، وتخدم الاحتلال في تصفية القضية الفلسطينية.
كما أنها ذهبت منذ البداية باتجاه متطرف جدا في التعاطي مع المقاومة، حيث أحرقت منازل المطاردين في مخيم جنين واستخدمت أسلحة مثل القاذفات، وهذه الأسلحة كان من الأولى أن تكون في يد المقاومين لمواجهة الاحتلال.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن دولة الاحتلال فوجئت باستخدام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قذائف “آر بي جي” في حملتها ضد عناصر في فصائل المقاومة الفلسطينية في جنين ومخيمها.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي “كان” إن مسؤولين أمنيين في إسرائيل فتحوا تحقيقا بهذا الشأن. ونقلت الهيئة عن المسؤولين قولهم لا ينبغي أن يكون لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية آر بي جي، الذي يعتبر ” سلاحا دقيقا وقاتلا”، بحسب ما زعم الاحتلال.
وبات واضحا أن الاحتلال يريد تحقيق هدفين لعملية السلطة الفلسطينية ضد المقاومين في مخيم جنين، بالإضافة إلى استعادة السيطرة في جنين، الأول هو ردع مخيمي بلاطة في نابلس ونور شمس في طولكرم، والثاني هو رغبة السلطة أن تثبت للأميركيين أنها تستطيع فرض النظام بطرق عنيفة أيضا في قطاع غزة، كما في مخيم جنين للاجئين.
وفي جميع الأحوال على السلطة أن لا تستمع للخطاب التحريضي الصهيوني وأن تلجأ إلى لغة الحوار مع أبناء شعبها وأن لا تقبل بأن تقوم بعملية تنظيف وراء جيش الاحتلال وتكملة وظيفته في قهر الشعب الفلسطيني الذي هب في الدفاع عن أرضه ومقدساته ومشروعه الوطني.

مواضيع ذات صلة
الإرهابي نتنياهو المحشور
الإرهابي نتنياهو المحشور

يناير 14, 2025 7:11 م

يبدو الإرهابي نتنياهو اليوم محشورا أكثر من أي يوم مضى منذ هجوم طوفان الأقصى، فمستقبله السياسي على المحك. نتنياهو يُجرّ...
نتنياهو أذل “بايدن الإبادة” لكنه انحنى أمام ترامب وقبل بـ”الصفقة”!
نتنياهو أذل “بايدن الإبادة” لكنه انحنى أمام ترامب وقبل بـ”الصفقة”!

يناير 14, 2025 4:07 م

أثبتت الأحداث الأخيرة بأن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بعد أقل من أسبوع ، جو بايدن، كان هو من يقف وراء...
تقارير ديوان المحاسبة “المذهلة”
تقارير ديوان المحاسبة “المذهلة”

يناير 13, 2025 5:16 م

من يطلع ويقرأ تقرير ديوان المحاسبة ستصيبه الدهشة والذهول، ويذهب به الأمر إلى أن هذا التقرير المليء بالمخالفات المالية التي...
التمدد الإسرائيلي من العقبة إلى الرياض
التمدد الإسرائيلي من العقبة إلى الرياض

يناير 13, 2025 12:34 م

انعقد اجتماع العقبة في 14 من ديسمبر لمناقشة التطورات في سوريا، وبلورة موقف سياسي عربي وغربي من الحدث المباغت بسقوط...
الفوضى في سوريا ستفتح باب جهنم ودرعا أنموذج!
الفوضى في سوريا ستفتح باب جهنم ودرعا أنموذج!

يناير 12, 2025 3:55 م

جنوب سوريا أقرب إلينا في الأردن مما نتوقع فأي انتكاسة في المسار الذي تسير عليه الدولة السورية حاليا بعد سقوط...
هل حرائق أمريكا عقاب وهل تقارن بغزة؟!
هل حرائق أمريكا عقاب وهل تقارن بغزة؟!

يناير 11, 2025 6:33 م

لا أعرف إلى ماذا يستند الذي يتحدثون عما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية من حرائق، ما هي الآية في القرآن...