لماذا انهار الجيش السوري فجأة؟!
كاتب المقال : علي سعادة
غير مفهوم إطلاقا انسحاب الجيش السوري النظامي من المناطق الحدودية وبشكل خاص في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة، انسحاب الجيش ترك مساحات شاسعة فارغة قام الاحتلال الصهيوني المجرم باحتلالها، وغدا سيضمها بشكل رسمي بحجة “امن إسرائيل”.
كيف يترك جندي موقعه دون صدور أوامر من قيادته، أين ذهب قائد الجيش، أين هو وزير الدفاع، أين قادة الفرق والأولوية، دبابات وآليات وطائرات تركت في الشوارع والطرقات بين يدي مواطنين مدنيين، دون قتال؟!!! لم يطلب منهم أحد التنحي أو التوقف عن مهامهم الرسمية، سمعنا قصصا كثيرا عن جنود في حروب مختلفة بقوا في خنادق أشهرا صامدين رغم أن الحرب انتهت ولم يبلغوا بالانسحاب.
هل هذا يؤكد الحقيقة المرة والموجعة بأن الجيوش العربية بنتها الأنظمة لحمايتها وليس لحماية الأوطان، هل العقيدة القتالية للجندي والضابط العربي تقوم على الأشخاص وليس الأفكار والقيم والمعتقدات والثوابت الوطنية؟!!
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كشف جزءا من تفاصيل آخر لقاء جمعه بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في دمشق، وتحدث عن أسباب سقوط النظام وكشف أن الأسد كان يشعر بالمفاجأة بما يجري من تطورات عسكرية متسارعة.
وأضاف ” الأسد نفسه، كان متفاجئا واشتكى من سلوك جيشه”.
ورأى أنه “كان من الواضح أنه لم يكن هناك تحليل مناسب للجيش السوري حتى في الحكومة السورية”.
وفي توصيف آخر حول “سلوك الجيش السوري”، قال عراقجي “في رأيي، الجيش السوري أصبح أسير الحرب النفسية”.
وأضاف ” عرفنا عدد القوات التي تم تدريبها وتنظيمها (المعارضة)، وعندما “تمت مراجعة المحادثات نفسها مع الأسد، تأثر هو نفسه بوضع جيشه وفوجئ بعدم وجود حافز في الجيش”.
لماذا تراجع الجيش السوري بهذه السرعة؟ ولماذا كانت مقاومته قصيرة إلى هذه الدرجة؟ هذه السرعة في التطورات كانت مفاجئة للجميع، ولا وتوجد حتى الأن إجابات حاسمة.
الجيش السوري لم يصمد، ولم يقاتل وانسحب من قواعده العسكرية، وشوهد كثيرون منهم ينزعون عنهم البزة العسكرية ويرتدون ملابس مدنية، لذلك وجدت إيران نفسها إلى جانب روسيا أمام جيش منهار تماما، ولم يكن من المفترض أبدا أن تحل روسيا وإيران محل الجيش السوري لحل مشاكلهم الداخلية وتسويتها.
الجيش السوري بحاجة إلى إعادة بناء على أسس وطنية وعقائدية وليس كما أراده آل الأسد جيشا في خدمتهم ولقمع شعبهم. وحين وضع هذا الجيش بمواجهة حقيقية بعد سحب الغطاء الروسي والإيراني عنه انكشف بأنه ليس جيشا وليس مؤسسة عسكرية. وتبخر مثل سحابة صيف في يوم قائظ.