كيف يتعامل الأردن مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.. ماذا عن الحدود؟
السبيل – خاص
أُعلن رسميا صباح الأحد عن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودخول فصائل المعارضة إلى العاصمة دمشق، بعد حكم دام 24 عاما.
ومع الإعلان الرسمي عن انتهاء حقبة حزب البعث في سوريا بعد أكثر من 50 عاما، يدخل البلد المجاور للأردن في مرحلة جديدة، غير متضحة المعالم.
ويفتح سقوط الأسد سيلا من التساؤلات عن مستقبل سوريا، لا سيما أن قائد عملية “ردع العدوان” التي أسقطت النظام، هو أحمد الشرع “أبو محمد الجولاني”، والمصنف على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة، وعدة دول عربية وغربية.
وحاول الجولاني إرسال رسائل طمأنة للمجتمع الدولي، وقال إن الشعب السوري هو من سيختار قيادته الجديدة، مشددا على عدم إقصاء أي فئة أو طائفة من المشهد.
الأردن يراقب
راقب الأردن من كثب مشهد سقوط الأسد السريع، حيث انهار النظام السوري في غضون 11 يوما، بدأت من سقوط حلب، ثم حماة، وحمص، قبل الوصول إلى دمشق.
والأحد، قالت مصادر حكومية لوكالة الأنباء الرسمية “بترا”: “نتابع الأوضاع المتسارعة في سوريا والتقارير المتعلقة بالرئيس السوري”.
وكان الملك عبدالله الثاني ترأس مساء السبت اجتماعا لمجلس الأمن القومي، تم فيه بحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، بخاصة الأحداث الجارية في سوريا، قبل ساعات فقط من إعلان سقوط الأسد.
وتطرق الاجتماع إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في الحفاظ على الأمن الوطني وأمن الحدود، وإلى الخطوات الضرورية التي تقوم بها لضمان حماية وتأمين الحدود الشمالية.
واستعرض الاجتماع الجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة المعنية من أجل سلامة الأردنيين الموجودين في سوريا، والإجراءات المتخذة لتسهيل عودة المواطنين والشاحنات الأردنية إلى أراضي المملكة بعد قرار وزارة الداخلية الجمعة بإغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا.
ويضم المجلس كلا من رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ووزير الخارجية ووزير الداخلية وقائد الجيش، إضافة إلى مدير المخابرات العامة، وعضويين آخرين يعينهما الملك.
بيان طمأنة
قبل يومين، أصدرت “غرفة عمليات الجنوب” بيانا موجها إلى الأردن، بعد السيطرة على محافظة درعا الحدودية مع الرمثا.
وأكد البيان وحدة الشعبين السوري والأردني، وتعهد بحماية الحدود من المليشيات التي دأبت خلال السنوات الماضية على محاولاتها تهريب المخدرات إلى الأردن.
كما شكر البيان الأردن على استضافته اللاجئين السوريين خلال 14 عاما، مؤكدا العمل على إعادتهم بعد تأمين أماكن إقامة لهم في سوريا.
القادم أفضل
اللواء ركن قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان سابقا، أبدى تفاؤلا من العهد الجديد في سوريا، بعد سقوط الأسد.
وأثنى محمود في حديث لـ”السبيل” على بيان “غرفة عمليات الجنوب”، مضيفا “أعتقد لن يكون هناك مشكلة حقيقة على الأمن الأردني”.
وتابع “قد تكون التطورات بالعكس لصالح الأردن أمنيا، لأن المملكة حقيقة كانت تشهد استهدافا من المليشيات السورية والإيرانية، والتي كانت تقوم بتهريب الأسلحة والمخدرات”.
وأضاف “على الأرجح أن هذه القوات المعارضة اللتي في الجنوب الآن، في درعا خاصة، تعلم أيضا امتداد الجغرافيا والامتداد الديموغرافي والعشائري فأعتقد لن يكون هناك خطر جديد على على الأمن الأردني”.
ونوه قاصد محمود إلى أن حديثه وتفاؤله هذا يخص درعا تحديدا، مضيفا “لكن المشهد السوري بشكل عام، فالاحتمالات كلها مفتوحة، ولا سيما أن إسرائيل موجودة في المشهد، وكذلك إيران والعراق، فضلا عن الولايات المتحدة وروسيا”.
تأمين الحدود
المحلل السياسي عامر السبايلة أشار في تصريحات صحفية إلى أن الأوضاع على الحدود الأردنية السورية، والحدود الأردنية العراقية يجب تأمينها.
وأوضح في تصريحات سبقت إسقاط الأسد، أن مناطق مثل درعا وتدمر والبوكمال والقائم والسويداء، القريبة من الحدود الأردنية، معرضة لتحركات قد تمثل تهديدا للمملكة.
وشدد السبايلة على ضرورة أن يرسل الأردن رسالة واضحة لجميع الأطراف مفادها أن حدوده غير قابلة للاستهداف ولا أن تكون جزءا من المواجهات الإقليمية.ط
كما دعا الخبير السياسي الأردن إلى تبني استراتيجية أمنية استباقية تشمل تعزيز الإجراءات الدفاعية على الحدود ومواجهة أي تهديد قبل وقوعه.
وأشار إلى أن التهديدات الأمنية على الحدود قد تستمر مدة طويلة، ما يستوجب من الأردن التأقلم مع هذا الواقع، ووضع خطط للتعامل معه على المدى الطويل، بما يضمن حماية حدوده واستقراره الداخلي بشكل مستدام.