خطة السيادة على الضفة جاهزة بانتظار ترامب
كاتب المقال : علي سعادة
كل التحضيرات على وشك الانتهاء وحكومة الاحتلال تشمر عن ساعديها، وتسن أنيابها، وتشحذ مخالبها لضم الضفة الغربية بشكل رسمي، وإعلان “السيادة” عليها، بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب مقاليد الحكم رسميا في كانون الثاني المقبل، والذي يتماهي مع ذلك بشكل كامل وبلا حرج أو تأنيب ضمير.
ورفع من منسوب الطاقة “الإيجابية ” لدى لصوص الأراضي وعصابة الاستيطان تعيين ترامب لأكثر المؤيدين المتحمسين للاستيطان مايك هكابي سفيرا لأمريكا في دولة الاحتلال، وهو أنجيلي متطرف لا يؤمن أصلا بوجود الضفة الغربية.
ويعتقد هكابي، هذا، أن دولة الاحتلال “تمتلك سند ملكية ليهودا والسامرة، وأنه لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة، لا يوجد شيء اسمه مستوطنة”.
في الولاية السابقة خطط ترامب للإعلان عن “السيادة” في جزء من الضفة في إطار “خطة (صفقة) القرن”، والآن في ضوء تركيبة إدارته الجديدة الأكثر تطرفا والأكثر عداء للفلسطينيين، ومن بينها من هم أكثر تطرفا من الإسرائيليين أنفسهم، لذلك لن يعارض ترامب “سيادة” الاحتلال على باقي فلسطين التاريخية.
الإعلام الصهيوني كشف عن خطة للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة في عهد ترامب، والتي تشمل بناء مستوطنات جديدة، وإقامة بنى تحتية متطورة تمهيدا للسيطرة الكاملة.
الخطة الجديدة تشمل بناء 4 مستوطنات وتجمعات جديدة، وبنى تحتية للمواصلات والطاقة، إضافة إلى مشاريع أخرى على مدار 4 سنوات من حكم ترامب، بما يشمل تحويل مستوطنات في أماكن استراتيجية إلى “مدن” بقرارات حكومية ممولة، مثل مستوطنات، معاليه افرايم، نحليئيل، عاليه، كريات أربع وإفرات.
الاحتلال لم يعد يتحدث بطريقة نظرية وعلى الورق والخرائط وإنما تحول إلى التنفيذ الفعلي وعلى الأرض. وهو يرى وجود ترامب “نافذة الفرص”، وبما يشمل تحويل الضفة والأغوار إلى جزء لا يتجزأ من دولة الاحتلال.
أحد المقترحات التي طرحت تشير إلى إمكانية إلغاء التعامل مع السلطة الفلسطينية، وإنهاء الاعتراف بها، والعودة بالأوضاع في الضفة الغربية إلى ما قبل “اتفاق أوسلو”، كما أن الأراضي الفلسطينية في الضفة ستصنف لاحقا أراضي مستوطنات في إطار توسيع الولاية للمجالس الإقليمية للمستوطنات.
وكبديل للسلطة الفلسطينية، تقترح الخطة إقامة “سلطات بلديات عربية”، وإضافة إلى ذلك تسعى الخطة للدفع قدما بالسيطرة على القرى الفلسطينية في المناطق “ج” والتي توجد نظريا تحت سيطرة إسرائيلية كاملة، أما عمليا فهي تخضع لسيطرة مدنية فلسطينية.
ويبدو أن هذه الفكرة لا تروق فقط لحكومة العصابة، وإنما راقت أيضا لزعيم ما يسمى المعارضة بيني غانتس، الذي حضر اجتماعا ترأسه بنيامن نتنياهو مع جميع زعماء الاستيطان للبحث في إحلال “السيادة” على الضفة الغربية والأغوار.
كما يقول بعض المفكرين المشكلة ليست فقط في نتنياهو أنها في المجتمع الإسرائيلي نفسه الذي لا يوجد بين صفوفه معتدل واحد، فالكل يعيش فقاعة وهم القوة والسيطرة والتفوق، وهي فقاعة تم تنفيسها في السابع من أكتوبر /تشرين الأول 2023.