عملية “أرئيل”.. عندما تنطق الضفة بلغة الردع الحاسمة
أهدت الضفة الغربية المحتلة، اليوم الجمعة، عملية نوعية استهدفت حافلة قرب مستوطنة “أرئيل” شمال محافظة سلفيت، وأسفرت عن إصابة 9 إسرائيليين، بينهم جنود، بينهم 3 إصابات حرجة.
ووفق بيان عسكري صادر عن كتائب القسام التي تبنت العملية؛ قام المنفذ الشهيد سامر محمد أحمد حسين (46 عامًا) من قرية عينبوس جنوب نابلس، باقتحام حافلة تقل جنودًا ومستوطِنين إسرائيليين ظهر الجمعة، حيث باغتهم بإطلاق نار كثيف أدى إلى إصابة 9 أشخاص، 3 منهم بحالة حرجة.
وأكدت القسام أن العملية جاءت ردًا على السياسات العدوانية للحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، والتي صعّدت من اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال الاقتحامات اليومية وعمليات الاعتقال والهدم ومصادرة الأراضي.
توقيت العملية
وتأتي العملية في وقت حساس على الصعيدين المحلي والإقليمي، فهي تتزامن مع تصعيد إسرائيلي مكثف في الضفة الغربية، حيث تتعرض المدن والقرى الفلسطينية لسلسلة من الانتهاكات المتزايدة، إثر تكثيف الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية، خاصة في نابلس وجنين وسلفيت.
وتتزامن العملية أيضا مع تصعيد الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، وخصوصا شماله، والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى، والذي أضاف بُعداً جديداً للصراع، ورفع وتيرة الغضب الشعبي الفلسطيني.
إضافة إلى ذلك؛ يُعد توقيت العملية رسالة مباشرة إلى حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، التي تمضي قدمًا في مخططات التوسع الاستيطاني، مما يهدد بشكل مباشر حياة الفلسطينيين ومستقبلهم.
أضف إلى ذلك رسالة أخرى مفادها أن أي تهدئة مؤقتة على الجبهة الشمالية لا تعني تهدئة شاملة، وأن الشعب الفلسطيني سيستمر في التصدي للجرائم الإسرائيلية في كل الساحات، وخاصة في ظل العدوان المستمر على غزة.
أهم الدلالات
أكدت عملية أرئيل أن المقاومة الفلسطينية قادرة على تنفيذ عمليات نوعية في الضفة الغربية، رغم القبضة الأمنية المشددة والتنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
وشكلت العملية أيضاً؛ ردًا مباشرًا على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في كل من غزة والضفة، وأشارت كتائب القسام إلى ذلك بقولها في بيانها، إن “كل القرارات التي كُتبت بحبر الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ستُدفّع ثمنها دمًا مسفوكًا من أجساد الجنود والمغتصبين”.
وعكت عملية أرئيل تنامياً للعمل المقاوم المنظم في الضفة، حيث إن المنفذ سامر حسين لم يكن شابًا صغيرًا، بل رجلًا في منتصف العمر، مما يشير إلى أن شرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني تشارك في مقاومة الاحتلال.
إضافة إلى ما سبق؛ أبرزت العملية هشاشة الأمن الإسرائيلي حتى في المناطق الخاضعة لإجراءات أمنية مكثفة، مما يوجه رسالة واضحة بأن المقاومة قادرة على الوصول إلى أهدافها في أي وقت.
ويرى مراقبون أن عملية “أرئيل” ليست مجرد حدث عابر في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل تعكس تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية رغم الظروف الصعبة، مشيرين إلى أن التوقيت والدلالات يبرزان رسائل واضحة للمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي بأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام الجرائم والانتهاكات المستمرة، وأن المقاومة بكل أشكالها ستظل خيارًا للدفاع عن الأرض والحقوق مهما كان الثمن.