سقوط “إسرائيل” سقوط لأمريكا والعكس صحيح
كاتب المقال : علي سعادة
علي سعادة
قد يبدو هذا النص ساذجا وسطحيا ولا يرقى لأن يكون مقالا أو تحليلا أو حتى خاطرة أدبية، لكنه يوافق المرحلة وينسجم مع حالة التغابي التي تمارسها علينا الولايات المتحدة الأمريكية التي تبدي قلقها علينا وتدعو إلى وقف إطلاق النار وتسرب بين فترة وأخرى عن خلافات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو.
في الهتافات الجماهيرية في العالم العربي غالبا ما يبرز شعار “أمريكا راس الحية”، والواقع أن أمريكا هي الأفعى بأكملها فهي من تبنى المشروع الصهيوني منذ البدايات، وهي من ترعاه دون شروط أو خطوط حمراء، وهي تعرف تماما أن الأسلحة التي ترسلها للكيان المارق تستخدم في قتل الأطفال والنساء والمدنيين وفي تدمير جميع مظاهر الحياة في أي مكان تصله آلة الحرب الصهيونية التي هي بالأصل أمريكية.
وقد تلقت دولة الاحتلال أكبر قدر من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة مقارنة بأي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تجاوزت المساعدات 124 مليار دولار.
ولم توقف أمريكا دعمها لهذا الكيان الفاشي حتى وهي ترى الإبادة الجماعية تمارس أمام عينيها وبدعمها بل أنها تبررها بترديد جمل حمقاء مثل “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” التي يفهمها نتنياهو بأنها تصريح مفتوح بالقتل دون عقاب ودون حساب، وهي فعليا كذلك تصريح أمريكي بالقتل.
ورغم أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة معزولتان بشكل متزايد وسط تزايد الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار، حيث استخدمت واشنطن حق النقض ضد العديد من قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للسماح إلى قطاع غزة الذي يعاني من مجاعة من صنع تل ابيب وواشنطن. وقد أدانت جماعات حقوق الإنسان الدولية الولايات المتحدة لتقديمها الدعم العسكري والدبلوماسي الذي يهدد بالتواطؤ في جرائم حرب، وقد واجه بايدن معارضة متزايدة لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل، بما في ذلك من داخل إدارته.
لكن كل ذلك لم يغير شيئا على أرض الواقع ولم يوقف المجازر المفتوحة في غزة ولبنان والضفة الغربية، فأمريكا تدار من قبل اللوبي الصهيوني ومن قبل وول ستريت ولوبي التصنيع العسكري وممولي آلة الحرب، ومن “إيباك” التي حول النخب والمشرعين والسياسيين الأمريكين إلى خدم في بلاطها، والدليل أن المرشحين للرئاسة كامالا هاريس ودونالد ترامب يتنافسان على إرضاء اليهودي ومتجاهلين احتياجات الشعب الأمريكي وما يواجهه من كوارث طبيعية، بل أن الأموال تختفي حين يحتاجها المواطن الأمريكي لكنها تتدفق بكل سهولة ويسر حين تذهب لتمويل حروب أمريكا في منطقتنا العربية وفي أوكرانيا.
وقد وصل غالبية العرب والمسلمين وحتى في العالم إلى قناعة بأن سقوط “إسـرائيل” سقوط لأمريكا..وسقوط أمريكا سقوط لـ”إسرائيل”. فأيهما سقط قبل الآخر سيجر رفيقه معه إلى الهاوية، وهذه معادلة صحيحة، ولا تحتاج إلى براهين إنما تحتاج فقط أن تستفيق أمريكا من غفوتها ومن السحر الذي تمارسه عليها تل ابيب.