الكابينت الإسرائيلي ينعقد اليوم لمناقشة الموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان

السبيل – ينعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، اليوم الثلاثاء، عند الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي، لبحث وقف إطلاق النار مع لبنان وعلى الأرجح المصادقة عليه.

وأفادت هيئة البث العبرية (كان)، اليوم، بأنّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينوي طرح الاتفاق للمصادقة عليه في الكابينت فقط وليس في الحكومة، فيما نقلت عن مصدر سياسي قوله “هذه صفقة هشة”، لكنه أشار إلى أنها تنطوي على مصلحة إسرائيلية واضحة.

وأضاف: “هذه ليس نهاية الحرب، ولكنه اتفاق لوقف إطلاق النار، سيتم تقييمه يومياً. قد يستمر ليومين، وقد يستمر لعامين”.

ووفقاً للمصدر ذاته، ستسمح ورقة جانبية من الإدارة الأميركية لدولة الاحتلال بالتحرّك ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار، بما في ذلك تعزيزات من جانب حزب الله اللبناني. ومن المتوقع أن يجري نتنياهو محادثة مع رؤساء السلطات المحلية في الشمال ويدلي بتصريحات لوسائل الإعلام.

وأفادت القناة 12 العبرية بأنّه من المتوقّع أن يمرر نتنياهو اليوم بأغلبية ساحقة في الكابينت قرار وقف إطلاق النار في لبنان. ومن المرجّح أن يدعم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الاتفاق، أو على الأقل عدم التصويت ضده. كما سيدعم جميع رؤساء أحزاب الائتلاف الاتفاق، باستثناء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يعارضه لكنه لا يهدد بإسقاط الحكومة.

من ناحية أخرى، أشارت القناة إلى وجود معارضة للاتفاق بين الجمهور، خاصة القاعدة المؤيدة لنتنياهو، تعززت على الأرجح بسبب إطلاق 250 صاروخاً من لبنان باتجاه إسرائيل، وخاصة نحو الشمال، أمس الاثنين. ومن المتوقّع أن يخرج نتنياهو إلى الجمهور اليوم ويسوّق الاتفاق باعتباره حدثاً مؤقتاً ومسألةً سيتم تقييمها على أرض الواقع. وسيعرض نتنياهو الاتفاق الجانبي مع الولايات المتحدة، والذي سيتم بموجبه “منح إسرائيل لأول مرة حرية العمل وشيكاً مفتوحاً للعمل متى شاءت”، وفق تعبير القناة. ومن المتوقّع أن يفعل ذلك فقط عندما يتأكد من نجاحه في تمرير الاتفاق من خلال رؤساء الأحزاب وربما أيضاً في الكابينت.

وذكرت القناة ذاتها أن الوزير بن غفير لم يُدع إلى الاجتماع المصغّر الذي سيعقده نتنياهو صباح اليوم، بمشاركة بعض المسؤولين، على الرغم من أنه كان مدعواً بانتظام في الأسابيع الأخيرة، وذلك بسبب الرغبة في هذه المرحلة بتجنّب الأصوات التي تنتقد الاتفاق. وعلى الرغم من أنّ نتنياهو لم يخرج بعد إلى الجمهور، إلا أنه يحاول التمهيد للاتفاق من خلال الصحافيين المقرّبين والمؤثرين على الرأي العام.

وكان نتنياهو دعا الوزراء في الكابينت إلى جلسة لإقناعهم بالاتفاق قبل جلسة المجلس. وذكرت القناة 11 العبرية أنّ سموتريتش وبن غفير يهددان بمعارضة الاتفاق، لكنهما لا يهددان بحلّ الحكومة.

ويقف على رأس المجلس الوزراي الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) في نسخته الحالية نتنياهو، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، ووزير القضاء ياريف ليفين، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الزراعة آفي ديختر، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بالإضافة إلى وزيرة المواصلات ميري ريغيف، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والوزير في وزارة المالية زئيف إلكين.

كما يُدعى إلى الجلسات بشكل ثابت رئيس مجلس الأمن القومي، في هذه الحالة تساحي هنغبي، والمستشارة القضائية للحكومة (غالي بهراف – ميارا)، والسكرتير العسكري لوزير الأمن، ورئيس القسم المسؤول عن مناقشات الكابينت في مجلس الأمن القومي. وعادة ما يحدد الكابينت سياسة الحكومة وتوجهاتها وقيادتها في القضايا الدولية وقضايا الأمن القومي.

ولم تتضح مواقف أعضاء الكابينت من الاتفاق، لكن الوزير بن غفير صرّح، أمس الاثنين، بأنّ “الاتفاق مع لبنان خطأ كبير، وفرصة تاريخية ضائعة للقضاء على حزب الله”. وأضاف: “أنا أفهم الحاجة والأسباب، وهذا لا يزال خطأً فادحاً. نحن بحاجة إلى الاستماع إلى القادة الذين يقاتلون في الميدان، والاستماع إلى رؤساء السلطات المحلية. الآن بالذات، عندما يتعرض حزب الله للضربات ويتوق إلى وقف إطلاق النار، يجب ألا نتوقف، وكما حذرت من قبل في غزة، أحذر الآن أيضاً: سيدي رئيس الوزراء – لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق”. مع هذا لن يكون موقف بن غفير وسموتريتش هو الحاسم، وسط تقارير إسرائيلية منها ما ورد في هيئية البث بأنّ نتنياهو معني بالتسوية.

وأفادت عدة وسائل إعلام أميركية سابقاً بأنّ مشروع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يتضمن فترة انتقالية مدتها 60 يوماً ينسحب خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في مناطق قريبة من الحدود، وينقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني، مع وجود لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات.