دراسات: تصاعد العنف الأسري لعائلات الجنود الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر
السبيل – كشفت دراسة اعدتها وسائل إعلام إسرائيلية، ازديادا كبيرا في حالات العنف الأسري داخل عائلات المستوطنين الإسرائيليين، لا سيما العائلات التي خدم فيها أحد الزوجين أو كلاهما في صفوف قوات الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال موقع /واينت/ العبري: إن حرب السيوف الحديدية (الاسم الإسرائيلي للعدوان على قطاع غزة)، المتواصلة منذ أكثر من عام كانت لها عواقب وخيمة على العلاقات الاجتماعية داخل الأسر الإسرائيلية، وخاصة الأسر التي شارك أحد الأزواج فيها في الحرب على غزة، سواء كانوا جنودًا نظاميين أو احتياطيين أو من أفراد الشرطة، واصفا ما يجري بـ “الثمن الصامت” الذي يدفعه المجتمع الإسرائيلي بسبب استمرار هذه الحرب.
وأظهرت دراسة أخرى أجراها اللوبي النسائي في دولة الاحتلال، أن العنف بين الأزواج بين أفراد قوات الأمن قد تزايد خلال الحرب.
وقال الموقع: إنه تقرر إجراء الدراسة، بعد عدد كبير من نداءات الاستغاثة من قبل نساء إسرائيليات على الخط الساخن للوبي، حيث بدأ اللوبي بإجراء مسح شامل لفحص الوضع بين الأزواج الذين لا يخدمون على الإطلاق في قوات الأمن، وفي العائلات التي يخدم فيها أحد الزوجين، وبين الأزواج الذين يخدمون على حد سواء.
وبنيت نتائج الاستطلاع عن أن 30% من العائلات التي يعمل فيها الزوجان في قوات الأمن عانت من العنف، مقابل 15% في العائلات من الأزواج الذين يخدم أحد الزوجين في قوات الأمن، بينما في الأسر التي لا يخدم فيها أحد انخفضت النسبة إلى 5%.
كما تم العثور على معدلات عنف أعلى من المتوسط بين أولئك الذين أبلغوا عن ضائقة نفسية بسبب الحرب، وكذلك بين أولئك الذين بقوا في المناطق التي وقع فيها الهجوم في 7 أكتوبر.
وأشارت المعطيات إلى أن 60% من السلوكيات العنيفة بين الأزواج الذين شارك فيها أحد الزوجين في الحرب، حدثت لأول مرة أو زادت بعد بداية الحرب.
وفي الأزواج الذين خدم كلاهما في الحرب، فإن نسبة السلوكيات التي حدثت لأول مرة أو زادت بعد بداية الحرب ارتفعت إلى 74%.
ووفق الدراسة تنوعت السلوكيات العنيفة المتكررة من الشتم والصراخ والتهديد والاتهام أو التخويف، وكذلك منع الالتقاء بأفراد الأسرة والأصدقاء، أو تحديد وقت الخروج من المنزل أو السيطرة الشديدة على المال، وتكرار الضرب وشد الشعر وغيرها.
وقال المدير التنفيذي لجماعة الضغط النسائية تال هوخمان: إن الأشخاص الذين ذهبوا إلى ساحة المعركة عادوا بشكل مختلف، ويتصرفون بشكل مختلف. حتى أولئك الذين بقوا في المنزل يمرون باضطراب كبير جدًا ويتصرفون بشكل مختلف، هذه ظاهرة واسعة وجديدة يجب إيقافها”.
وأوضحت المديرة التنفيذية لـ منتدى “ميشال سيلا”، ليلي ين عامي والذي يعمل على منع العنف ضد المرأة قائلة: إن الأوضاع تشير إلى مزيد من التدهور.
وأضافت أن الوضع تفاقم بعد الحرب، من بين أمور أخرى بسبب برنامج “تسليح إسرائيل” الذي سهّل على المواطنين إصدار تراخيص الأسلحة ونظراً للتجنيد الهائل للاحتياط الذي سمح لعدد أكبر من الرجال بحمل السلاح.
ولفتت إلى أن إحدى الحالات التي اتصلت بالمنتدى جاءت من امرأة وصفت كيف عاد شريكها من الحرب وعانى من نوبات غضب شديدة. وقالت المرأة المذعورة: “لقد حطم الأشياء وداس علي بالسلاح وكسر إصبعي”.
ووصفت امرأة أخرى، كيف هددها شريكها بمسدس. وبموجب أمر الإبعاد الصادر له، طُلب منه تسليم السلاح، ولكن بسبب الحرب والخدمة الاحتياطية عاد ليحمله.
وأضافت “عندما تقدمت بشكوى إلى الشرطة وطلبت منه ألا يتمكن من حمل سلاح، قالوا لي: سيدتي، إنه جندي في الحرب، “أنا تحت ضغط رهيب”. والخوف على حياتي وحياة أطفالي لا أنام الليل خوفاً منه”.
وذكرت بن عامي، كيف اتصل بهم قادة في الجيش بمبادرة منهم، لأنه لم يكن لديهم أدوات للتعامل مع الجنود، الذين ظهر عليهم أعراض عنف خلال التدريبات القتالية، التي تجري في فترات الاستراحة بين جولات القتال.
وأضافت بن عامي: “لقد اكتشفنا أنه عندما يتم توفير الأسلحة لجنود الاحتياط، لا يكون هناك تدقيق في المعلومات حولهم، فهذه جبهة حرب شفافة للإرهاب داخل المنزل، والتي تصاعدت بشكل كبير”. والدليل اليوم هو العنف الجسدي الشديد عما كان عليه في الماضي.
وأشارت إلى أن الفترة الطويلة من القتال العنيف، سيكون لها أثمان أيضا على العائلات الإسرائيلية، فالعنف لا يبقى في ساحة المعركة، وسنرى نتائج ذلك للأسف أيضاً بعد إسكات البنادق.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، لليوم 415 على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.