دقائق نتنياهو التسع في الجبهة الثامنة
كاتب المقال : حازم عياد
اليعازر فيلدشتاين شق طريقه من عالم التوراة الى الخدمة العامة، هكذا امتدح نتنياهو المتهم الأول في قضية التسريبات من مكتبه التي عرفت بتسريبات السنوار و نشرتها صحيفة بيلد الالمانية من خلال المتهم الفار الى صربيا شيروليك اينهورن .
نتنياهو شن هجوما عنيفا لمدة تسع دقائق على خصومه في الجيش وأجهزة الأمن التي سربت من الغرف المحصنة مجريات الجلسات السرية بشكل هدد مسار المفاوضات، والحق ضرر بامن الكيان الاسرائيلي والاهم من ذلك كله استهدافه شخصيا بهذه التسريبات .
لماذا نقل نتنياهو معركته من الجبهات الخارجية وخصوصا الجبهة الاممية التاسعة التي وضعته على قوائم مجرمي الحرب الى الجبهة الثامنة التي وضعت أعضاء مكتبه على قائمة المسربين والمهددين للأمن.
نتنياهو بهجومه الاستباقي المتوتر هرب من الاستحقاقات الحقيقة والتي على رأسها الفشل العسكري التكتيكي والفشل الاستراتيجي بتمهيد الطريق لاقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورونين بار رئيس الشاباك الذي يقف على رأس قائمة المرشحين للاقالة بهدف تعيين مئير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي السابق المقرب من نتنياهو في المنصب، وفي الآن ذاته تتوافر فرص حقيقية لاقالة مدير الموساد ديفيد برنياع للمجئ باخر مقرب من نتنياهو وهي السياسية ذاتها التي اتبعها وزير الأمن القومي بن غفير في التعامل مع قيادات الشرطة.
نتنياهو بنقل المعركة الى الداخل أكد مقولات (تيمير هايمان) مدير معهد الامن القومي الاسرائيلي، قال فيها ان الامن القومي الاسرائيلي يتآكل بسبب غياب الرؤية واطالة امد الحرب خصوصا في قطاع غزة.
فالجبهة الداخلية أو الجبهة الثامنة كما وصفها نتنياهو مهددة بالاشتعال بعد خطاب نتنياهو الحاد الذي لم يتطرق فيه للمعارك جنوب لبنان أو قطاع غزة ولم يتطرق للمفاوضات والاسرى، أو لقرار الجنائية الدولية باعتقاله، فالتهديد الاساسي ياتي بحسب تصورات نتنياهو من خصومه السياسيين خصوصا المستشارة القانونية للحكومة (غالى بهاراف ميارا) التي واصلت هجومها بالمطالبة باقالة ايتمار بن غفير وزير الامن القومي متهمة إياه بارتكاب مخالفات قانونية وتجاوز صلاحياته.
اخيرا نتنياهو اطلق هجومه ما قبل النهائي للبدء بحملة تطهير داخل مؤسسات الجيش التي أطلقت تحقيقات حول قيام احد قادة الاستيطان المدعوة (لدانييلا فايس) بجولة في محور نتساريم بدون تصريح رسمي من الجيش على يد عناصر من الجيش يتوقع انها مقربة من اليمين ومن وزير المالية سموتريتش على الأرجح.
ختاما ..ثقل المعارك انتقل الى الجبهة الثامنة التي باتت تترقب معركة الإقالات قبل أن يصل دونالد ترمب الى البيت الابيض، فخطوات نتنياهو تتسارع لحسم المعركة الداخلية مع خصومه قبل استلام ادارة ترمب مهامها لتعزيز موقفه التفاوضي الذي بات ضعيفا بعد الأداء البائس لجيش الاحتلال جنوب لبنان وقطاع غزة و بعد الملاحقة الدولية لشخصه عبر الجنائية الدولية، ما يعني أن الدقائق التسع لن تكون كافية لحسم المعركة بالسرعة التي يرغب بها نتنياهو بل قد تكون البداية لمعركة طويلة من الإقالات لخصومه .