الأخبار

شمال غزة.. شتاء ثانٍ آخر على مَن لا طعام ولا ماء ولا علاج لهم

نوفمبر 23, 2024 5:00 م
غزة

السبيل

يُطارد ثالوث الجوع والعطش والموت آلاف المواطنين شمالي قطاع غزة، في ظل شح المواد الغذائية ومنع إدخال المساعدات، جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي المشدد على المحافظة منذ 50 يومًا، وانعدام المقومات الأساسية للحياة.
ويعاني المواطنون شمالي القطاع ظروفًا إنسانية مأساوية وأوضاعًا كارثية، تتفاقم يومًا بعد يوم، مع استمرار الإبادة والقصف والتدمير، وسياسة التطهير العرقي بحقهم.
ولم تكتف قوات الاحتلال بعمليات القتل والقصف والتدمير والإبادة في محافظة الشمال، بل تعمدت تعميق أزمة المجاعة والعطش وتشديد الحصار على سكانها، الذين يُواجهون خطر الموت بكل لحظة إما جوعًا أو قصفًا، دون أن يُحرك العالم ساكنًا.
وتستخدم سلطات الاحتلال سياسة التجويع كسلاح للقتل والحرب ضد الفلسطينيين في القطاع، بهدف تنفيذ مخطط التهجير القسري والتطهير العرقي، ضمن جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ومع استمرار العملية العسكرية شمالي القطاع، يتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية، حتى أصبح خطر المجاعة وسوء التغذية يهدد حياة ومستقبل سكانه، لا سيما الفئات الأكثر ضعفًا من المرضى والأطفال والنساء.
هذا الوضع المأساوي، دفع منظمات دولية وأممية، وخبراء في الأمن الغذائي العالمي للتحذير من “احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمالي غزة، فيما يواصل الاحتلال عمليات الإبادة”.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي: “هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي”.
أوضاع كارثية
القائمة بأعمال مدير الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بقطاع غزة إيناس حمدان تقول إن الظروف في شمالي القطاع كارثية، وتزداد سوءًا يوميًا.
وتوضح حمدان أن شمالي القطاع ما زال يتعرض لعمليات عسكرية مكثفة وحصار، حيث يُمنع إدخال المساعدات الانسانية والغذاء، والدعم الصحي اللازم لإنقاذ حياة المرضى والمصابين.
وتضيف “نحن على أعتاب فصل الشتاء، وهذا يزيد معاناة السكان الذين يضطرون للنزوح بشكل مستمر، بفعل الهجمات الإسرائيلية المستمرة على شمالي القطاع”.
وحسب حمدان، فإن معدلات سوء التغذية تضاعفت لـ ١٠ مرات، فيما ارتفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي لمستويات كارثية في القطاع.
وتشير إلى أن المساعدات التي تدخل القطاع وصلت خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لأقل مستوى لها بمعدل ٣٠ شاحنه فقط يوميًا، مضيفة أن “الوضع على الأرض أصبح لا يُطاق”.
وتؤكد أن أزمة انعدام الأمن الغذائي تتفاقم في القطاع، خصوصًا مع نقص كميات الطحين التي تدخل للقطاع.
وتتابع “إنه أمر يائس ومحبط للسكان، وكذلك للعاملين في المجال الإنساني على الأرض، كل من يعمل هنا يخاطر بحياته، إنهم يحاولون القيام بكل ما في وسعهم لخدمة المواطنين والنازحين”.
معاناة لا تتوقف
ووفقًا لحمدان، فإن التقارير الصادرة عن المؤسسات الأممية تحذر من مجاعة وشكية إن لم تكن بالفعل قد حدثت في مناطق شمالي القطاع.
وتشدد على ضرورة السماح بتدفق المساعدات الانسانية والمواد الغذائية وضمان وصولها بأمان لكافه النازحين.
وبدأت أعراض سوء التغذية وملامح المجاعة تظهر على العديد من الأطفال وكبار السن الذين توافدوا لمستشفيي كمال عدوان والعودة شمالي القطاع، في ظل عدم السماح بإدخال الطعام إلى المحافظة المحاصرة، مما يُهدد حياة عشرات آلاف المواطنين.
وقبل أيام، وصفت المتحدثة باسم وكالة “أونروا” لويز ووتريدج، الوضع في شمال القطاع بأنه كارثي.
وأشارت إلى أن الشهر الماضي شهد وقوع 64 هجومًا على المدارس التي تحولت إلى ملاجئ بمعدل هجومين يوميًا، مما أدى إلى استشهاد الكثيرين منهم أطفال.
وأوضحت ووتريدج أن الوصول الإنساني إلى المناطق المحاصرة في الشمال لا يزال محدودًا للغاية منذ أكثر من شهر.
وحذرت من المجاعة الوشيكة في شمالي القطاع والتحديات المرتبطة باقتراب فصل الشتاء، مضيفة أن أماكن الإيواء غير كافية على الإطلاق لحماية الناس من العوامل الجوية.
وحسب المفوض العام لوكالة “أونروا” فيليب لازاريني، فإن “السكان في شمالي غزة يعيشون تحت حصار مشدد، يهربون من أجل حياتهم في دوائر مفرغة وحُرموا من المساعدات الإنسانية لأكثر من 40 يومًا حتى الآن”.
وأضاف أن “عملية إيصال القليل من المساعدات التي يُسمح بدخولها أصبحت معقدة للغاية في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك بسبب الطرق غير الآمنة”.
مناشدات لإنقاذه
ومنذ الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يتعرض أهالي شمالي قطاع غزة للقصف والإبادة والتدمير المتعمد، ويُتركون بلا طعام ولا ماء ولا علاج، مع استمرار الحصار واستهداف المستشفيات وخروجها عن الخدمة، وكذلك قصف مراكز الايواء.
ولا تتوقف الطواقم الطبية والمنظمات الدولية والأممية عن إطلاق مناشدتها العاجلة لإنقاذ شمالي القطاع قبل فوات الأوان، والضغط على الاحتلال لإدخال الوفود الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود والطعام لمحافظة الشمال.
وطالب مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية العالم بالتدخل العاجل لإدخال وفود طبية جراحية ومستلزمات طبية ومركبات إسعاف.

ودعا إلى توفير حماية دولية لمنظومتنا وكوادرنا الطبية في شمالي القطاع لنحافظ على حياة المرضي والجرحى الذين يحتاجون الخدمة الإنسانية علي مدار الساعة وإن كان بأقل الإمكانيات.

عن صفا”

مواضيع ذات صلة
الرقب يسأل حسان عن سبب منع 20 داعية من الخطابة (أسماء)
الرقب يسأل حسان عن سبب منع 20 داعية من الخطابة (أسماء)

ديسمبر 8, 2024 9:11 م

وجه النائب أحمد الرقب سؤالاً لرئيس الوزراء جعفر حسان يستفسر فيه عن سبب منع “ثلة كريمة من العلماء” من التدريس...
جيش الاحتلال يعلن احتلال جبل الشيخ
جيش الاحتلال يعلن احتلال جبل الشيخ

ديسمبر 8, 2024 9:04 م

السبيل- قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد إن “مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية لهضبة...
القسام تستهدف دبابة إسرائيلية بمخيم جباليا شمالي القطاع
القسام تستهدف دبابة إسرائيلية بمخيم جباليا شمالي القطاع

ديسمبر 8, 2024 6:49 م

السبيل – أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء يوم الأحد، عن استهداف دبابة...
روسيا: الأسد غادر سوريا بعد أن استقال من منصبه
روسيا: الأسد غادر سوريا بعد أن استقال من منصبه

ديسمبر 8, 2024 5:49 م

السبيل قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم الأحد إن الرئيس السوري بشار الأسد غادر البلاد بعد أن استقال من...
“أونروا”: التكلفة البشرية للحرب على غزة لا تطاق
“أونروا”: التكلفة البشرية للحرب على غزة لا تطاق

ديسمبر 8, 2024 5:44 م

السبيل أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اليوم الأحد، أنه مع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، فإنها تزداد...
أين اختفى “النمر” صاحب فكرة “البراميل المتفجرة” ومرتكب مجزرة الغوطة؟
أين اختفى “النمر” صاحب فكرة “البراميل المتفجرة” ومرتكب مجزرة الغوطة؟

ديسمبر 8, 2024 4:24 م

كتب: علي سعادة الجميع يبحث عنه، أين اختفى مرتكب جريمة البراميل المتفجرة ومجزرة الغوطة، هل غادر سوريا مع باقي قادة...