لبنان الحاضرة وغزة الغائبة!!
كاتب المقال : عبد الله المجالي
بينما نشهد نشاطا دبلوماسيا ملحوظا للتوصل إلى وقف إطلاق نار في لبنان، تغيب غزة عن أي حديث عن ذلك.
المبعوث الرئاسي الأمريكي عاموس هوكشتاين يحث الخطى للتوصل إلى وقف إطلاق نار في لبنان، وهو يطوف منذ يومين بين قادة لبنان وخصوصا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعتبر القناة الموثوقة لحزب الله.
حسب ما رشح من أنباء فإن لبنان قد صاغ موقفه من المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار، وهناك استعداد في الكيان، بحسب وسائل إعلام عبرية، للتعاطي مع الجهود الأمريكية.
وبرغم التفاؤل الذي يبديه المبعوث الأمريكي، إلا أن الأطراف اللبنانية تخشى تكرار سيناريو التفاوض في غزة والذي استطاع الإرهابي نتنياهو أن يلتف عليه في كل مرة، ومع ذلك انحازت الإدارة الأمريكية لوجهة نظره.
بالطبع هناك نقاط خلاف كبيرة، خاصة فيما يتعلق بإعطاء الكيان الحق في تنفيذ اعتداءاته بلبنان تحت ذريعة حماية أمنه، لكن لم يرشح حتى الآن كيفية الرد اللبناني، إلا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكد أن لبنان لن يتخلى عن سيادته.
ومع ذلك فإن من المعلوم أن كل تلك المباحثات تسير بمعزل تام عن جبهة غزة، وتنحصر بين لبنان الرسمي والكيان، وبالطبع بين حزب الله بشكل غير مباشر.
في المقابل هناك غياب شبه تام عن أي جهود للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة، فجهود الوساطة مجمدة حتى الآن، وهو ما كشفت عنه قطر. ويبدو أن ذلك عقوبة أمريكية للمقاومة على موقفها الرافض للمقترحات الأخيرة التي قدمت بعد استشهاد يحيى السنوار، على أمل أن الحركة باتت في وضع صعب يمكّن من ابتزازها وانتزاع تنازلات جوهرية.
لكن الأنباء تشير إلى استمرار تمسك قيادة حماس بمواقفها رغم كل الوحشية الصهيونية، وقد سربت وسائل إعلام صهيونية أن قادة الأجهزة الأمنية أخبروا الإرهابي نتنياهو في آخر اجتماع لمناقشة صفقة تبادل مع المقاومة أن الأخيرة لا زالت عند مواقفها، وأنه لا يمكن عقد صفقة تبادل دون تقديم تنازلات وهو ما يرفضه الإرهابي نتنياهو حتى اللحظة.
يمكن القول أنه مهما بلغت الوحشية والنازية الصهيونية فإن للبنان بواكي، أما غزة فلا بواكي لها!!