الفائز بـ”نوبل للسلام” يبكي أطفال غزة
كاتب المقال : علي سعادة
علي سعادة
كانت التوقعات كلها تشير إلى أن منظمة “الأونروا” ستفوز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، أو أن تمنح للصحافيين والإعلاميين في قطاع غزة، أو للكوادر الطبية والصحية في القطاع، وما شابه ذلك من قطاعات تقوم بدور أسطوري في الصفوف الخلفية في حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش العصابة المارقة في قطاع غزة منذ عام.
لكن الجائزة ذهبت إلى منظمة “الناجين اليابانيين” من قصف هيروشيما وناغازاكي، ورغم ذلك لم ينس الرئيس المشارك توشيوكي ميماكي لمنظمة “نيهون هيدانكيو” أن يقارن قصف هيروشيما وناغازاكي بالقنبلة الذرية الأمريكية بين الوضع في قطاع غزة اليوم، وفي اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ميماكي قال: “إن الأطفال في غزة يغرقون في الدماء، وهو نفس ما حدث في اليابان قبل 80 عاما”.
وأثناء تسلمه الجائزة، في العاصمة اليابانية طوكيو، قال ميماكي، محاولا حبس دموعه: “عندما رأيت الأطفال يحملون والدماء تغطيهم بغزة، تذكرت المشاهد التي حصلت في اليابان قبل 80 سنة”.
وأضاف “تتداخل الصور مع بعضها البعض”، في إشارة للصور التي يجري تداولها عن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة مع ما وقع في هيروشيما وناغازاكي.
ومنظمة “نيهون هيدانكيو” اليابانية حصلت على جائزة نوبل للسلام هذا العام بفضل جهودها المناهضة للأسلحة النووية، وهي منظمة تأسست عام 1956 للدفاع عن حقوق الناجين من القصف النووي لهيروشيما وناغازاكي حيث واجه الناجون تحديات صحية واجتماعية طويلة الأمد بسبب التعرض للإشعاع.
وفي عام 1945، أسقط الطيارون الأمريكيون قنابل ذرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، ما أسفر عن مقتل 140 ألف شخص من أصل عدد سكان هيروشيما البالغ 350 ألف نسمة، و74 ألف في ناغازاكي، حيث كانت الغالبية العظمى من ضحايا القنبلة الذرية من المدنيين.
وفي غزة ومنذ أكثر من عام، تشن دولة المختلين عقليا بدعم أمريكي غير مشروط، حرب إبادة جماعية، وأعلنت وزارة الصحة في اليوم 370 من الحرب على قطاع غزة عن ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية الفاشية على القطاع إلى 42065 شهيدا و97886 مصابا، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.