استنساخ ترمب ونتنياهو في مناصب البيت الابيض ..ماذا يعني للمنطقة؟
- وزير دفاع ترمب يجري لقاء معه خلال عمله كمذيع في شبكة فوكس نيوز ترمب ببساطة يستنسخ نفسه في كل المناصب
حازم عيّاد
بتعيين بيت هيغيث الضابط السابق في الحرس الوطني الأميركي، ومقدم البرامج في شبكة «فوكس نيوز» وزيرا للدفاع ، وماركو روبيو وزير للخارجية، و مايكل والتز مستشار للأمن القومي، و المستثمر العقاري والمتبرع لحملته الانتخابية ستيفن ويتكوف مبعوثا خاصا للمنطقة ( الشرق الاوسط)، و مايك هاكابي المتطرف سفيراً للولايات المتحدة لدى الكيان الاسرائيلي الذي زعم أن الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية المستقبلية يجب أن تؤخذ من دول عربية أخرى وليس من (إسرائيل)، يكون ترمب قد استنسخ نفسه ونتنياهو وسموتريتس وبن غفير في مناصب الادارة الامريكية والمنطقة محددا مسار السياسة الأمريكية واستراتيجيتها تجاه المنطقة وفلسطين وإيران بشكل مسبق.
ترمب اختار نسخا منه لاشغال المناصب المهمة، مستثمرون عقاريون وانجليون متطرفون وعسكريون لا يمثلون تحديا لترمب كونهم مجرد موظفون تنفيذيون لارادته دون جدل ونقاش خصوصا عندما يتعلق الأمر بالملفات الداخلية، ونسخا من بنيامين نتنياهو وسموتريتش وبن غفير عندما يتعلق الامر بالمنطقة العربية وفلسطين وهنا تكمن الكارثة الوجودية للضفة الغربية وللفلسطينيين والمنطقة العربية.
بات واضحا أن دونالد ترمب ماض في تمرير عملية ضم الضفة الغربية للكيان المحتل من خلال تعامله مع القضية الفلسطينية على أنها نزاع عقاري سيعمد مستشاره العقاري ومبعوثة الخاص الذي جاء على هيئتهستيفين ويتكوف الى معالجته بايجاد أرض جديدة ينقل إليها الفلسطينيون لإقامة دولتهم ووطنهم البديل بالتوافق مع الدول العربية ان امكن، في حين يتولى السفير الانجيلي للكيان مايكل هاكابي مباركة الضفة الغربية وتعميدها لتتحول الى (يهودا والسامرة) بأموال دافعي الضرائب في أمريكا.
من الممكن ان ينهي ترمب الحرب في لبنان، ومن المحتمل أن لا يندفع نحو حرب مع إيران، لكنه سيشعل حروبا أخرى في المنطقة تولد من رحم المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة التي ستفاقمها سياسات ترمب ونتنياهو الفاشية في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والتي تستند الى منطق العقارات والصفقات الرؤى الدينية المتطرفة.
ختاما.. تعديل سلوك ترمب لن ياتي بين ليلة وضحاها بعد أن حزم الرجل أمره، إذ يحتاج إلى أشهر طويلة للتأثيرعلى أجندته، كما انه لن ياتي من خلال التأثير على النسخة المعدلة بل من خلال الضغط عليه مباشرة وإظهار خطأ رؤيته ،وهو أمر لن يتحقق الا من خلال الصلابة في مواجهة النسخة الاصلية من ترمب في البيت الابيض، والتأكيد على عجز الاحتلال عن تمرير أهدافه واجندته أمر لن يتحقق إلا من خلال ايصال المنطقة الى شفير حرب اقليمية اوسع لا يريدها ولا يرغب بها ترمب فخير وسيلة لمواجهة ترمب هي بإظهار القدرة على خوض الحرب لا في إظهار الرغبة في تجبنها للاسف.