لقد حل الطوفان وانهار سد الصهيونية في أوروبا
بات البروفيسور البريطاني ديفيد ميلر صوتا مؤثرا وقويا في وجه السرد والرواية الصهيوينة بعد أن قضت محكمة العمل الملكية في مدينة بريستول، غربي لندن، أن ميلر “تعرض للتمييز بسبب آرائه الفكرية المناهضة للصهيونية، وسوف يتسنى له الآن أن يطالب الجامعة بتعويضه أدبيا وماليا”.
المحكمة التي تنظر في الخلافات بين العاملين وأصحاب العمل رأت بأن أستاذ علم الاجتماع السياسي، قد فصل من الجامعة بشكل غير عادل يتعارض مع القانون، وأن “معتقداته المناهضة للصهيونية بوصفها عنصرية وإمبريالية واستعمارية بطبيعتها مؤهلة لاعتبارها معتقدا فلسفيا وأفكارا محمية وفقا للمادة العاشرة من قانون المساواة المعتمد في المملكة المتحدة لعام 2010”.
ميلر لا يتوقف أبدا عن النشر على حسابه على منصة “أكس” حول جرائم الاحتلال في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي لبنان وصولا إلى قلب أوروبا البارد والمتحجر.
آخر إدراج للبروفسور المحترم الشجاع تناول فيه ما قام به جمهور مكابي تل أبيب الصهيوني من أعمال عنف وشغل وفوضى في مدينة أمستردام بعد انتهاء مباراة الفريق مع فريق أجاكس/ أياكس، مما استدعى أن تقوم الجاليات العربية في المدينة بتأديب هؤلاء الوقحين، ومسح الشوارع بهم وتعليمهم كيف يهتفون رغما عنهم: “فلسطين حرة”.
البروفسور ميلر يؤكد بأن الموساد كان متورطا في عملية أجاكس عبر المهمة التي كانت تهدف إلى إشعال الهستيريا في مختلف أنحاء أوروبا حول “معاداة اليهود غير الموجودة باستخدام التحريض من جانب الإرهابيين الصهاينة التابعين لمكابي تل أبيب”.
لكن هذا التورط وهذا العنف ليس مفصولا عن واقع يشهده العالم يوميا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023؛ إذ ثمة عواقب واضحة لابد أن تترتب على ذلك، ويعدد ميلر بعضها:
أولا- لابد أن يطرد المستعمرون الصهاينة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم.
ثانيا- إذا لم تقم المؤسسات بواجبها المتمثل في نزع الصهيونية عن كرة القدم بضربة قلم، فإن الناس سوف يتولوا أمر نزع الصهيونية عن كرة القدم من خلال نزع الصهيونية بشكل ملموس في الشوارع. لقد كان رد فعل الجاليات المسلمة الشجاعة في أمستردام ضروريا، ولكنه كان مدروسا للغاية وغير متناسب على الإطلاق مع العنف الأبدي الذي أطلقه الإرهابيون الصهاينة على بلاد الشام، أو على المسلمين في مختلف أنحاء العالم، أو حتى مع الاستفزازات التي سبقت الاستجابة المدروسة. ومن المرجح أن تنطوي الحوادث المستقبلية على استجابة أكثر تناسبا.
ثالثا – فضلا عن عدم ترحيب أوروبا بالمستعمرين الصهاينة القادمين من فلسطين المحتلة، فإنها لابد أن تكون غير صالحة للاستخدام كقاعدة للإرهاب الصهيوني من جانب المتطرفين اليهود الذين تسللوا إلى أوروبا وتسللوا إليها وهم متخفون بين ظهرانينا. ولابد أن يتم استئصال الإرهابيين الصهاينة من المؤسسات الأوروبية، سواء كانت أحزابا سياسية أو وسائل إعلام أو مراكز أبحاث أو أي مكان آخر. ومرة أخرى، إما أن تتولى المؤسسات زمام المبادرة وتدير هذا العمل بطريقة منظمة مع الأخذ في الاعتبار المشورة من الخبراء في التخريب الصهيوني، أو أن يتولى الشعب هذه المهمة نيابة عنها.
يختم ميلر بعبارة غاية في الإتقان والحياكة والجمال بقوله: “لقد حل الطوفان وانهار السد”. نعم لقد سقط القناع عن القناع وأصبحت الشعوب، على عكس الحكومات، على معرفة تامة بأن ما يوجد في فلسطين المحتلة هي عصابة مجرمة على شكل دولة، لكنها دولة مارقة ومنبوذة ومحتقرة تمتلك جيشا خسيسا ونذلا.