ممسحة زفر
كاتب المقال : د. عبد الله المشوخي
ممسحة زفر صفة تعود إلى قطعة قماش توضع أمام المعازيم في مناسبات حفلات الطعام ليقوموا بمسح أيديهم من زفر اللحمة ودهنها.
هناك فئة من الناس تأبى إلا أن تكون ممسحة زفر لأسيادها وكبش فداء لوقاية أسيادهم من سهام السب والشتم واللعن، هذه الفئة لا يضيرهم أن تمسح كرامتهم وتذل في سبيل إرضاء أسيادهم مقابل دراهم معدودة أو كسب حظوة لديهم .
من جانب آخر عندما يريد هؤلاء السادة تمرير أمر معين أو تشريع قانون مخالف للقيم والدين والأخلاق يأمرون المماسح بتسويقه عبر وسائل الإعلام تحت أسمائهم حتى ولو كان هذا الأمر مخالفا لمحرمات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. ويهدفون بهذا التمرير عبر أسماء المماسح النأي بأنفسهم من أي مأخذ يلحق بهم ..
ومن خلال هؤلاء المماسح يحققون ما يلي :
جس نبض مشاعر الناس ومدى ردود أفعالهم.
التمهيد لتطبيق ما يراد تطبيقه في التوقيت المناسب.
امتصاص غضب الشارع بمناقشات عقيمة لتهيئة الرأي العام لقبول ما يراد تشريعه .
إشعار الناس أن القضية المراد تسويقها محل اختلاف بين الناس ومن ثم اقناع الرأي العام أن الأمر المراد تسويقه يتوافق مع شريحة كبيرة من الناس.
إيهام عوام الناس بالفوائد العظيمة من خلال تطبيق الأمر المراد تسويقه.
مصيبتنا وسذاجتنا أننا نحمل مماسح الزفر بما يراد تشريعه وتسويقه ونصب جام غضبنا عليهم وكأنهم هم مصدر التشريع والقانون أو مصدر الفكرة الخبيثة التي يراد تسويقها وننسى أنهم مجرد أبواق ومماسح زفر رضوا بأن يكونوا كبش فداء لحماية أسيادهم من كل أمر .
وفي سبيل إرضاء هؤلاء المماسح لأسيادهم نجدهم يتصفون ببلادة الحس وبرودة الأعصاب لدرجة التجمد، إضافة إلى قلة حياء تجعلهم وفق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا لم تستح فاصنَعْ ما شئتَ.
بل لا يكترثون بما يلحق بهم من سب وشتم ولعن كل ذلك في سبيل إرضاء اسيادهم.
في الختام سيبقى هؤلاء مماسح زفر وإن لبسوا ملابس العز والشرف.
سيبقى هؤلاء مماسح زفر وإن تبوؤوا أعلى المناصب.
سيبقى هؤلاء مماسح زفر وإن نالوا شرف الألقاب الرفيعة وسيلحقهم الإثم والعار والخزي في الدنيا والآخرة… فالناس شهداء الله في الأرض.