ساحة المعركة الأساسية لنتنياهو.. ماذا يعني للأردن تعيين مستوطن كاهاني سفيراً في واشنطن؟
مشروع تطبيعي يمهد الطريق للتنازل عن الضفة الغربية والقدس للاحتلال
المعركة المقبلة تقرع أبواب الضفة الغربية والجبهة الشرقية مع الأردن
الضفة الغربية والجبهة الشرقية على الحدود الاردنية ستكون ساحة المعركة الأساسية لنتنياهو
كتب: حازم عياد
مستوطن وكاهاني داعم للتطبيع، اختاره نتنياهو ليكون سفيرا للاحتلال في العاصمة الامريكية واشنطن.
يحيئيل لايتر يسكن مستوطنة غوش عتصيون بين الخليل وبيت لحم في الضفة الغربية، ويعد احد الاصدقاء المقربين من باروخ غولدشتاين مرتكب مجزرة الحرم الابراهيمي في عام 1994.
يحيئيل العضو السابق في رابطة الدفاع اليهودية التي أسسها الحاخام اليميني المتطرف مائير كاهانا، والتي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، كان ضيف نتنياهو لدى زيارته واشنطن لإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة للكونجرس يونيو / حزيران الفائت.
السفير يحيئيل من أشد الداعمين لدونالد ترمب في انتخابات الرئاسة للعام الحالي؛ اذ وظف مقتل ابنه موشيه شمال قطاع غزة العام الماضي لانتقاد الرئيس الاميريكي الاسبق جو بايدن.
السفير المقترح لواشنطن يحيئيل لايتر من المؤيدين الصريحين لاتفاقيات إبراهيم التي دعمها الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب، الهادفة لتطبيع علاقات “إسرائيل” مع العديد من الدول العربية الكبرى؛ اذ نقلت عنه صحيفة الغادريان قوله: “إن الاتفاقيات الإبراهيمية أدت إلى انقسام الدعم في العالم الإسلامي للقضية الفلسطينية”. وهو ما يفسر دعمه الكبير لهذا السلاح الفتاك المسمى “التطبيع” لتقويض حقوق الشعب الفلسطيني وتبرير جرائم الاحتلال، وهو ذات السلاح الذي يراهن عليه نتنياهو والادارة الامريكية لتعويم الاحتلال وحكومة نتنياهو سياسيا ودبلوماسيا بعد الجرائم التي ارتكبتها في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
تعيين يحيئيل المستوطن الكاهاني والداعم الأشرس لضم الضفة الغربية للكيان المحتل يعطي صورة عن الاولويات والاهداف والاستراتيجيات المراد اتباعها في المرحلة المقبلة من الولاية الثانية للرئيس الامريكي دونالد ترمب، والتي تضم في صفوفها العديد من المتطرفين والداعمين للكيان المحتل، بل إن العناصر العربية في إدارته تُكِن عداء للمقاومة اللبنانية والفلسطينية، ولا تخفي رغبتها في إقصائهما وإبعادهما عن المشهد السياسي في المنطقة لصالح مشروع تطبيعي يمهد الطريق للتنازل عن الضفة الغربية والقدس للاحتلال.
نتنياهو ورغم الملاحقات القضائية، والتحقيقات التي طالت مكتبه واقتربت من غرفة نومه كما اقتربت مسيرة حزب منها، ورغم تراجع شعبية حكومته وائتلافه الحاكم في استطلاعات الرأي التي حاز فيها 58 مقعدًا، مقابل أكثر من 61 مقعدًا لخصومه، يبدي قدرا كبيرا من الثقة، ويمضي للأمام لتمرير إستراتيجية الامنية والسياسية في الضفة الغربية بتعيين المستوطن لايتر .
يحيئيل لايتر من المتوقع ان يكون بوابة دونالد ترمب لعقد صفقة بين ادارة ترمب و”الدولة العميقة”، تكون فيها الضفة الغربية والتطبيع مع دول الخليج على الطاولة؛ ما يعني ان المنطقة مقبلة على مزيد من الفوضى، وانعدام الاستقرار، وهو ما يخطط له نتنياهو ولايتر وبلوط وسموتريتش وبن غفير.
فالمعركة المقبلة تقرع أبواب الضفة الغربية والجبهة الشرقية مع الأردن؛ فبعد إحكام وزير المالية بتسلئيل سموتريتش سيطرته الادارية والمدنية على الضفة الغربية والقدس، وبعد ترقية المتطرف الكاهاني الجنرال أفي بلوط “حاكمًا عسكريًّا” للضفة الغربية بتوليه قيادة المنطقة الوسطى، وبعد سيطرة إيتمار بن غفير على الشؤون الشرطية، وتسليح مليشيات المستوطنين، وإلحاقهم بوزارته المسماة “الأمن القومي”، أتم نتنياهو استعداداته بتعيين الكاهاني يحيئيل لايتر كسفير للكيان المحتل في واشنطن؛ ليكون صلة الوصل مع ادارة ترمب التي أبدت تعاطفًا مع توسعة الكيان المحتل لمساحته، وتفهمًا لرفض “حل الدوليتن” مقابل ضم الضفة الغربية للكيان للمحتل .
ختامًا.. مزيد من المؤشرات تؤكد ضرورة الاستعداد أردنيًّا لمواجهة مرهقة ومقلقلة لسنوات أربع طويلة، فيومًا بعد آخر تظهر مؤشرات أن الضفة الغربية والجبهة الشرقية على الحدود الاردنية ستكون ساحة المعركة الأساسية لنتنياهو، وبعمق عربي مفقود وممزق بسلاح التطبيع الذي الذي سيُفَعِّله نتنياهو ولايتر؛ لتمرير مشروعهما لدى الادارة الامريكية الضحلة والمتأرجحة بين ملفات السياسة الامريكية الكبرى من أوكرانيا الى تايوان.