ترامب أم هاريس؟ ليس هذا هو السؤال
كاتب المقال : عبد الله المجالي
ليس السؤال اليوم هو من سيفوز ترامب أم هاريس، على أهمية هذا السؤال طبعا، لكن السؤال هو كيف ستنتهي الانتخابات الأمريكية؟
تقدم الولايات المتحدة نفسها كسيدة للعالم الليبرالي الديمقراطي الحرّ، وهي تسعى لتصدير نموذجها من الديمقراطية والحرية، والانتخابات الرئاسية على وجه الخصوص هي “وجه البكسة” لتصدير هذا النموذج.
فقد انبهر الناس بنموذج الانتخابات الأمريكية، حيث يحكم الرئيس 4 سنوات يمكن أن تتجدد، ثم يذهب إلى بيته بدون تردد. الأمر الآخر الذي أبهر الناس هو اعتراف المرشح الخاسر بخسارته وتقديم التهنئة لخصمه حتى قبل إعلان النتائج الرسمية.
أتذكر دائما الطرفة التي جمعت يوما أمريكيا وبريطانيا وفرنسيا وعربيا، حيث قال الفرنسي إنهم يعرفون نتائج الانتخابات بعد أقل من 30 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع، فيما قال البريطاني مفتخرا: نحن نعرف النتائج بعد أقل من 15 ساعة من إغلاق الصناديق، وقال الأمريكي منتشيا: أما نحن فعندنا نظام ممتاز ونعرف النتائج بعد أقل من 10 ساعات. ثم نظر الجميع إلى العربي وقالوا له ماذا عنكم؟ فقال: نحن نعرف النتائج قبل إغلاق الصناديق أصلا!!
منذ فترة لم تعد الولايات المتحدة قبلة عشاق الديمقراطية والانتخابات الحرة بسبب سياستها الخارجية القائمة على الهيمنة والتسلط، وبسبب غزوها لأفغانستان والعراق والجرائم الفظيعة التي ارتكبتها هناك. لكن الآن يبدو أن الانتخابات ذاتها لم تعد النموذج، حيث السؤال الأهم اليوم هو هل سيقر ترامب بهزيمته إذا حصلت؟ هو سؤال يتردد دائما عند الحديث عن الانتخابات في بلدان العالم الثالث، لكن لم نعتد على مثله في أمريكا.
تؤكد جميع استطلاعات الرأي أن الأمر ليس محسوما لأحد المرشحين، وهذا يعني أن الفروق ستكون بسيطة ما يعني إضفاء مزيد من الإثارة والتخوفات في آن واحد.
وفيما يبدو أن المرشحة الديمقراطية أقرب للاعتراف بالهزيمة إذا تحققت فعلا، لكن من غير المستبعد أن تصاب هي الأخرى بلوثة ترامب وأن لا تقر بهزيمتها إذا كانت الفوارق بسيطة.
لم يعد السؤال هو من سيكون ساكن البيت الأبيض غدا؟ بل كيف ستنتهي الانتخابات الأمريكية؟