هل طرد “إسرائيل” من الأمم المتحدة ممكن؟!
كاتب المقال : علي سعادة
سؤال يتردد بقوة في المحافل الدولية وفي وسائل الإعلام وعبر منصات التواصل خصوصا بعد أن طرح الفكرة رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، كاشفا عن مشروع قرار لتقديمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يقترح طرد “إسرائيل” من الأمم المتحدة إذا استمرت في انتهاك القانون الدولي في ما يتعلق بفلسطين.
ماليزيا انضمت إلى “المجموعة الأساسية” التي أعدت مشروع القرار الذي يطلب رأيا استشاريا من محكمة العدل الدولية في ما يتعلق بالتزام الاحتلال بالسماح بأنشطة منظمات الأمم المتحدة.
وفي حال قبول المشروع في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن ذلك يمهد الطريق أمام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمواصلة تقديم المساعدات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.
ويجيز ميثاق الأمم المتحدة طرد دولة من المنظمة الدولية عندما تقوم تلك الدولة بالانتهاك المستمر لمبادئ ذلك الميثاق.
وحسب فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ، فقد أصبح واجبا على الأمم المتحدة تعليق عضوية دولة الاحتلال وإعلانها دولة فصل عنصري.
وبررت ألبانيزي تصويتها تلك بأن دولة الاحتلال لا تنفذ جرائم حرب في غزة فحسب، بل ترتكب إبادة جماعية ممنهجة ضمن مشروع يهدف لمحو وجود الفلسطينيين بهدف إقامة “إسرائيل الكبرى”.
كما مارست الدولة المارقة والمنبوذة حربا على المنظمة الدولية ومؤسساتها كان آخرها مصادقة الكنيست الصهيوني على قانونين يقضيان بوقف أنشطة “أونروا”، وقبل ذلك أعلن وزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتس، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، هو شخص غير مرغوب فيه.
وقال كاتس: “أي شخص لا يستطيع إدانة هجوم إيران الشنيع على إسرائيل بشكل لا لبس فيه لا يستحق أن تطأ قدمه الأراضي الإسرائيلية. هذا أمين عام كاره لإسرائيل، ويقدم الدعم للإرهابيين”.
كما أنها لم تتوان عن قصف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وكان ينبغي للأمم المتحدة اعتبار رفض دخول الأمين العام للأمم المتحدة إلى فلسطين المحتلة، إلى جانب الحظر المفروض على ممثلي الأمم المتحدة الآخرين وتمزيق سفير لاحتلال لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، ميثاق الأمم المتحدة على منصة الجمعية العامة، انسحابا رمزيا من المنظمة، وتحقيرا للمجتمع الدولي، وان تتخذ هذه المنظمة الدولية رد فعل حقيقي لركل هذا الكيان الغاصب ورميه على رصيف نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة.