عام على سحب السفير الأردني من تل أبيب.. كيف تبدو العلاقة بين الطرفين؟
السبيل – معاذ نزال
“لا يمكن لوزير أردني أن يجلس بجانب وزير إسرائيلي، فيما هم يقتلون إخواننا في غزة، واتفاقية وادي عربة ليست أكثر من وثيقة على رف يغطيها الغبار”، جسدت هذه التصريحات لوزير الخارجية أيمن الصفدي، نقطة تحول للعلاقة بين الطرفين، وتمخضت فيما بعد عن سحب سفير المملكة من “تل أبيب”، وسط نقاشات عن “جدية” هذه التوجهات، ومستقبل العلاقة بين الطرفين.
ويوافق الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، مرور عام على قرار الأردن بسحب سفيره من “تل أبيب”، على خلفية حرب الإبادة الجماعية المتواصلة التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
واعتبر مراقبون أن قرار الأردن استدعاء سفيره غسان المجالي، وعدم إعادة السفير الإسرائيلي “روجيل راحمان” إلى عمّان، نقطة تحوّل في العلاقة بين الطرفين، إذ أتبعته المملكة بقرار وقف توقيع اتفاقية مع “إسرائيل” لتبادل الطاقة مقابل المياه.
عقب ذلك، حاولت “إسرائيل” الضغط على الأردن بملف المياه، عندما أعلنت وسائل إعلام عبرية أن “تل أبيب تدرس عدم تمديد اتفاقية المياه الموقعة مع عمّان”، مرجعة ذلك إلى “موقف المملكة الرافض للحرب على غزة”.
إجراء احتجاجي دبلوماسي
يرى القيادي في الحركة الإسلامية، زكي بني إرشيد، أن “سحب السفير الأردني من تل أبيب إجراء احتجاجي دبلوماسي واعتراض ضد سياسات أو سلوك الطرف الثاني، وهي خطوة تمثل مستوى أولياً في الاعتراض الدبلوماسي”.
فيما اعتبر أن: “سحب السفير الإسرائيلي من عمّان، يعود بالدرجة الأولى لاعتبارات أمنية متعلقة بالحرص على حياته (…) إذاً هو إجراء احترازي أكثر منه احتجاجي”، وفق رأيه.
ويصف “بني إرشيد”، في حديث لـ”السبيل”، الموقف الرسمي، بأنه “في حالة ترقب حذر وهو بانتظار أن تضع الحرب أوزارها وما ستسفر عنه من نتائج، فالأردن يحفظ خط المسار حسب أي سيناريو مستقبلي، وحتى ذلك الوقت يبقى الموقف يراوح مكانه وفق تموضعه الحالي”.
وعن آفاق العلاقة بين الطرفين، يقول “بني إرشيد” إن “مستقبلها متوقف على نتائج الحرب وإن البرنامج السياسي الرسمي لجميع الدول العربية يعتمد على الحل السياسي وحل الدولتين، ويختلف مع برنامج المقاومة الساعي إلى التحرير الكامل”.
لا جدوى للسلام مع الحكومة الإسرائيلية
يعتقد الكاتب والمحلل السياسي، حازم عيّاد، أن ثلاثين عاماً من عملية “التسوية” مع “إسرائيل” “لم تغيّر من نوايا الاحتلال أو أجنداته التوسعية”.
وأضاف أن “لاجدوى للسلام مع هذا الاحتلال، وعلى الحكومة الأردنية إجراء مراجعات وإعادة تقييم العلاقة بين الطرفين”.
كما أكدّ عيّاد في حديث لـ”السبيل” أن “إسرائيل لا ترغب بحل سياسي بل تطور أدواتها العسكرية، وتعليقاً على إعلان الاحتلال إنشاء فرقة عسكرية على الحدود مع الأردن، وصفها بالخطوة الخطيرة، قائلاً:”هذا يعني أن إسرائيل استكملت استعداداتها كافة للسيطرة على الضفة الغربية، ولفرض واقع عسكري على الحدود بما يسمح من إجراء عملية التهجير”.
واعتبر أن مواجهة هذا المشروع “لا يأتي إلاّ بدعم المقاومة الفلسطينية”.
ويرتبط الأردن والاحتلال الإسرائيلي باتفاقية “وادي عربة”، التي جرى توقيعها عام 1994م بعد إقرارها من مجلس النواب، وسط رفض شعبي واسع النطاق.