التهجير.. الكلام عن غزة والفعل في الضفة!!
كاتب المقال : عبد الله المجالي

بينما يقاتل الجميع لإحباط خطط ترامب نتنياهو لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، تنفذ حكومة الإرهابي نتنياهو التطهير العرقي في الضفة الغربية دون ضجيج يذكر.
تشير المعطيات إلى نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية المحتلة من منازلهم بسبب العدوان الذي يشنه جيش الكيان منذ أسابيع.
يركز العدو هجومه الآن على مخيمات جنين في جنين ونور شمس طولكرم في طولكرم. وهو يعمد إلى تنفيذ عمليات هدم ممنهجة وجرف للشوارع.
بحسب إحصائيات السلطة الفلسطينية فقد أخلي مخيم جنين بالكامل تقريبا وقد نزح منه نحو 17 ألف شخص، كما نزح نحو ثلثي سكان مخيم نور شمس، وحوالي نصف سكان مخيم طولكرم.
وبحسب مركز معلومات فلسطين فقد نزح 20 ألف شخص من مخيم جنين، ما يعادل 90 بالمئة من سكان المخيم، وحوالي 10500 شخص من مخيم طولكرم، ما يعادل 85% من سكان المخيم، و4000 شخص من بلدة طمون، و400 شخص من مخيم الفارعة.
هذا النزوح الهائل من المخيمات يصب في صالح خطة أخرى للكيان وهي التخلص من المخيمات التي تشكل رمزا للاجئين، وهو استمرار لخطة تقويض وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
يعلن العدو أن عملياته تهدف إلى ملاحقة المقاومين الذين يعتبرهم “إرهابيين”، وهو ذات الهدف الذي كان يعلنه في غزة قبل أن يتبين للجميع أن هدفه الحقيقي هو التطهير العرقي والتهجير.
للمفارقة فإن من يصفهم العدو بالإرهابيين في مخيم جنين بالذات، هم من كانت أجهزة أمن السلطة تلاحقهم وتصفهم بـ”الخارجين عن القانون”!!
ما أقصده أن بعض العرب يشاركون العدو وصف المقاومة بـ”الإرهاب” إن لم يكن بصفة رسمية فبصورة غير مباشرة، وإعلامهم يعكس ذلك بدقة. لذلك فلا غرو أن العدو لا زال يروج لفكرة أنه يحارب أذرع، إيران ويدّعي أنه يتشارك مع العرب بهذا الهدف، بل يذهب إلى أنه بذلك يدافع عن العرب!!
هذا النزوح الهائل يعطي إشارات خطيرة جدا، وهي أخطر ما تكون على السلطة الفلسطينية أولا وعلى الأردن ثانيا. وإذا لم نعمل منذ الآن على مواجهة ذلك، واعتبار ذلك رسميا أنه تطهير عرقي وتهجير قسري والتصرف بناء على ذلك، فقد يسبقنا القطار، خصوصًا أن الإخلاء غير القانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، بحسب القانون الدولي.