منظمات دولية صهيونية تتعامل ببرود مع حرب الإبادة
كاتب المقال : علي سعادة
ما كشفت عنه غزة الغطاء كثير، ومن عرتهم وفضحتهم أكثر مما نتوقع، وكان من أكثر المزيفين والمنافقين الذين كشفتهم، ما يدعى زعما المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني التي تلتزم الصمت، وإذا قامت بأي دور فهو خجول لا يقدم ولا يؤخر، قرارها بيد الصهاينة والممولين والمشغلين.
وكما قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة مُقصرة في أداء مهامها، وتتعامل مع الظروف الخطيرة ببرود وبعدم اهتمام، ما يشجع الاحتلال بالتمادي في مجازره الوحشية ضد المدنيين والنازحين، خاصة في محافظة شمال قطاع غزة وجباليا وبيت لاهيا تحديدا.
وليس الأمر في قطاع غزة فقط وإنما في كل مكان تصله يد القتل والإجرام الصهيوني كما هو الحال في مخيمات الفلسطينيين التي هي على مرمى الصواريخ والقذائف الصهيونية في لبنان وفي الضفة الغربية.
دور المنظمات الدولية واضح ولا يحتاج إلى شرح فهي تقوم على تلبية الاحتياجات الإنسانية، مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وتقديم الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وفقا لمعايير القانون الدولي الإنساني، حيث يتعرض المدنيون إلى القتل والإبادة والتطهير العرقي والاستئصال والحرق والاختطاف والتعذيب من قبل جيش عبارة عن عصابة منظمة دون أن يكون لهذه المنظمات دور يذكر أو يسجل لها.
حرب تجويع ممنهج وواضح تمارس قبل قتلة سياديين ومختلين عقليا فيما تكتفي هذه المنظمات بإصدار البيانات التي لا تغني ولا تسمن من جوع أو عطش أو جراح تنزف.
لم تبذل هذه المنظمات الحد الأدنى ولا الجهد الكافي من أجل تقديم الدعم الطبي لمساعدة المستشفيات والمرافق الصحية والطواقم الطبية على البقاء والصمود في وجه الاحتلال الوحشي، ولم تمدها بالمواد الأساسية والمستلزمات الطبية اللازمة لذلك.
وأدى عدم تحركها وعجزها المستغرب والمستهجن والمتمثل في عدم تقديم الدعم للطواقم الطبية في مواجهة النقص الشديد في الأدوية والمستلزمات والطعام والماء، إلى تسريع انهيار المنظومة الصحية بمحافظة شمال قطاع غزة.
ولم يكن لها أيضا دور فعلي وعملي في مواجهة الانتهاكات ضد السكان المدنيين، وأظهرت أنها عاجزة عن تسهيل تواصل الأسر المشتتة نتيجة حرب الإبادة، خاصة في حالات الاعتقال والتهجير، حيث دورها المعدوم، فهناك أكثر آلاف العائلات التي أجبرها الاحتلال على التهجير القسري، دون أن تقول هذه المنظمات الخرساء الصماء شيئا.
إن غالبية هذه المنظمات تقاد من قبل صهاينة أو يهود أو أصحاب مصالح في استمرار هذه الحرب، ولا يخفي على أحد، على سبيل المثال، تحالف رئيسة برنامج الغذاء العالمي، سيندي ماكين، مع حكومة مجرم الحرب نتنياهو، في التلاعب في كل ما يتعلق بهذا البرنامج الذي تتخلص وظيفته في إيصال الغذاء إلى جميع المناطق التي تواجه مجاعة، وأوقفت ماكين هذا البرنامج تماما في قطاع غزة وحولته إلى دول أخرى .
ومقال آخر، كاترين راسل رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وهي متزوجة من مدير أكبر شركة سلاح في العالم، شركة بلاك روك، وهو المحامي الديمقراطي توم دونيلون.
وتجمع بلاك روك علاقة وثيقة بدولة الاحتلال، فتحت مقرا لها في تل أبيب عام 2017، وهذا وحده يفسر دور راسل السلبي والمتواطئ في جرائم الحرب ضد الأطفال في قطاع غزة.
غزة تواجه كل قوى الشر لوحدها بلا سند، وقد تجاوزت مرحلة الصبر إلى التسليم بقضاء الله وقدره.