الأخبار

ترامب رمى القنبلة والعرب تلقفوها..وأهل غزة خارج الحسابات!!

فبراير 15, 2025 7:23 م
كاتب- علي سعادة


علي سعادة
الولايات المتحدة الأمريكية لا تبدو مشغولة صباح مساء بما سمي خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير سكان غزة، لكن العرب وبدلا من الإصرار على رفض التهجير وعدم مناقشة الاقتراح من الأساس، واعتباره مزحة ثقيلة الظل، أو مشروعا طرحه شخص نزق واستفزازي لا يفكر بكلامه قبل التفوه به، جعلوا من هذه الفكرة العنصرية الحمقاء التي تشكل جريمة حرب واضحة، مقترحا من الممكن مناقشته مع استبعاد عنصر التهجير.
الخطة العربية خطرة أكثر من فكرة ترامب نفسها، لأن في إحدى مراحلها ستصطدم بالمقاومة، كما أن السلطة في رام الله متهرئة ومخترقة إسرائيليا وأمريكيا، وتعتبر مسألة وجود قوات عربية أو دولية في غزة نقطة خلافية حساسة، إذ ترفض بعض الدول التورط العسكري المباشر في القطاع، فيما قد تواجه أي قوة تدخل هناك مقاومة داخلية.
كما أن عملية إعادة الإعمار ستتداخل حتما مع الأنفاق والبنى التحتية التابعة للمقاومة الفلسطينية، ما قد يثير إشكالات سياسية وأمنية مع الفصائل المسلحة، إضافة إلى إمكانية رفض الاحتلال أي مشاريع قد تعيد تأهيل قدرات المقاومة.
والواقع أن ما يطرحه العرب هو مطلب إسرائيلي لكنه معدل وملطف بعض الشيء، فالمقترح العربي يخرج المقاومة من العملية المقترحة تماما، وهذا بحد ذاته مقلق لأنه سيجعل العرب في مواجهة أهل غزة وفي مواجهة المقاومة على الأرض، التي لن تذهب إلى أي مكان عدا غزة نفسها، بينما تجلس تل أبيب وواشنطن في مقاعد المتفرجين على الدم العربي المسكوب بسلاح عربي.
لا شيء رسمي لكن ما رشح وما تسرب من معلومات يؤكد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أرجأ زيارته إلى واشنطن إلى ما بعد القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة في 27 الشهر الحالي “حتى يتاح للرئيس المصري الذهاب للقاء نظيره الأميركي بتصور يحظى بدعم عربي كامل ردا على خطة التهجير” بحسب مصادر إعلامية عربية.
الخطة المصرية تقوم أساسا على تشكيل لجنة فلسطينية تحت إشراف السلطة الفلسطينية، من دون مشاركة حركة حماس، على أن تتولى هذه اللجنة مسؤولية إعادة إعمار القطاع. وأن تتولى شركات مصرية، إلى جانب شركات أخرى، تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، مع إمكانية توفير قوات عربية أو دولية لتأمين عمل هذه الشركات.
وحتى هذا الطرح يبدو مرفوضا من الاحتلال لأنه بدأ يأخذ اقتراح ترامب على محمل الجد، كما أن تل أبيب تتمسك بخيارات أخرى تتماشى مع رؤيتها لأمن المنطقة.
مجرد خوض العرب في بحث الاقتراح الترمبي يجعل من المتغطرس في البيت الأبيض يستقوي عليهم ويرى فيه علامات ضعف يجعله يتمادى في طلباته، رغم أنه يواجه معارضة داخلية أمريكية بسبب مقترحه المناقض للقانون الإنساني ويعد جريمة حرب، وقد تسبب في موجة واسعة من الجدل والانقسام داخل المجتمع والإعلام الأمريكي، وكذلك في الأوساط السياسية والحزبية، بما في ذلك الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب نفسه الذين أكدوا أن الخطة استفزازية وغير قابلة للتنفيذ ولن تنجح سوى في تأجيج مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
ووصفتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بـ “الأكثر غباء وخطورة في تاريخ الرؤساء الأمريكيين.”
وقالت صحيفة ذا هيل” الأمريكية، بأن المقترح “غير عملي ومتهور”.
فيما رأت صحيفة “بوليتيكو” خطة ترمب بأنها ” تطهير عرقي تجاهلت العلاقات الوجودية للفلسطينيين بأرضهم.”
ويبدو أن الحزب الجمهوري الذي بدا متماسكا بدرجة كبيرة جدا خلال فترة الانتخابات الأمريكية، يواجه انقساما حادا وأعرب العديد من المشرعين الجمهوريين عن تشكيكهم في خطة ترمب.
ورفض البعض فكرة إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين أو إرسال قوات أميركية إلى منطقة دمرها أكثر من عام من الحرب. وبأنه ” لا مصلحة لنا في التفكير في احتلال آخر قد يدمر ثرواتنا ويسفك دماء جنودنا”. بحسب ما كشف عنه من تصريحات.
ووصل الأمر بزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري، جون ثون، إلى انتقاد ترامب بقوله ” يتعين تمحيص كل فكرة بدقة”.
فيما وجه 145 نائبا ديمقراطيا بمجلس النواب الأمريكي رسالة إلى ترمب، يطالبونه فيها بالتراجع عن تصريحاته التي وصفوها بـ”الخطيرة”.
وحذر موقعو الرسالة الذين يمثلون ثلث أعضاء مجلس النواب البالغ إجمالا 435 نائبا، من أن هذه الخطوة “ليست مجرد إجراء غير أخلاقي”، بل “ستضر بمكانة الولايات المتحدة عالميا، وتعرض القوات الأمريكية للخطر، وتزيد التهديدات الإرهابية”.
وأشاروا إلى أن خطوة ترمب “قد تعرقل فرص الولايات المتحدة في التعاون مع شركائها العرب لإعادة إعمار غزة، وإيجاد حل سلمي للصراع”.
ولا يبدو الشارع متحمسا لمخطط ترمب بشأن استيلاء أمريكا على غزة وتهجير الفلسطينيين من أرضهم الذين هم وحدهم من يقرر مستقبل غزة ومستقبلهم.
وكان الأجدر بالعرب بدلا من الركض وراء ترامب واستجداء رضاه ان يتجهوا إلى أهل غزة ومعرفة بما يفكرون لمستقبلهم، خصوصا وأن سفير دولة الإمارات في واشنطن لم يرفض فكرة ترامب ولم يحاول انتقادها أو التشكيك فيها وبدا وكأنه يغرد خارج السرب العربي: الأردن ومصر والسعودية وفلسطين وباقي العرب.

مواضيع ذات صلة
هل “الموساد” متورط في اغتيال الرئيس كينيدي؟
هل “الموساد” متورط في اغتيال الرئيس كينيدي؟

مارس 19, 2025 4:44 م

علي سعادةبات كثير من الأمريكيين على قناعة بأن دولة الاحتلال متورطة في عملية اغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جون إف. كينيدي،...
إلى أين تقود الحسابات الخاطئة نتنياهو وترامب في غزة؟
إلى أين تقود الحسابات الخاطئة نتنياهو وترامب في غزة؟

مارس 18, 2025 6:18 م

حازم عيّادمسارعة حزبا الليكود و”عوتسما يهوديت” الإعلان عن اتفاقهما على عودة “عوتسما يهوديت” إلى الحكومة، واستعادة ايتمار بن غفير لمنصبه...
ترامب يدخل” “نادي” الإبادة الجماعية و “الجنائية” ستطارده
ترامب يدخل” “نادي” الإبادة الجماعية و “الجنائية” ستطارده

مارس 18, 2025 4:28 م

علي سعادةدخل صباح هذا اليوم، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نادي مرتكبي الإبادة الجماعية إلى جانب قادة دولة العصابة في تل...
إلى متى ستظل المنطقة رهينة الغدر والصلف الصهيوني؟
إلى متى ستظل المنطقة رهينة الغدر والصلف الصهيوني؟

مارس 18, 2025 3:55 م

مرة أخرى نذوق غدر وعربدة الكيان بطعم شديد المرارة وبجريمة لا يمكن لبشر أسوياء أن يرتكبوها. هناك في الحروب ما...
المواجهة الصعبة
المواجهة الصعبة

مارس 18, 2025 2:39 م

كما كان متوقعاً، لم يتأخر رد تنظيم أنصار الله اليمني على العدوان الامريكي الغاشم الذي تعرضت له عدة محافظات في...
المقاومة تفاوض دون ظهر عربي والاحتلال مسنود بواشنطن
المقاومة تفاوض دون ظهر عربي والاحتلال مسنود بواشنطن

مارس 17, 2025 5:02 م

علي سعادةبنيامين نتنياهو دفن اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة والذي جرى برعاية مصرية وقطرية وأمريكية، ثم أهال، المبعوث الأميركي...