فقاعة التهجير الامريكية تلامس زوايا محور نتساريم الحادة
كاتب المقال : حازم عياد

محور نتساريم احتل مكانته في الدعاية الاسرائيلية كعنوان لانتصار الاحتلال على المقاومة الفلسطينية، غير انه تهاوى اليوم الاحد بمعول المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني التي ترجمها المفاوض الفلسطيني بصلابة و أمانه واخلاص الى حد تقديم الشهداء، فارتقاء اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي في ذروة عمليات التفاوض كان محاولة لاخضاع المفاوض الفلسطيني وكسر ارادته لينتهي باتفاق فرض على الاحتلال شروط المقاومة ومطالبها بالانسحاب.
محاولة اخفاء الفشل بالحديث عن تهجير الفلسطينيين من القطاع الى الاردن ومصر او اقامة دولة لهم في المملكة السعودية افضت الى مازق اكبر، فهي لم تخفي حقيقة تفكيك جيش الاحتلال قواعده الخمس وانسحابه الكامل من المحور، بل وهددت بتوسعة دائرة الاشتباك والمواجهة في الاقليم لتشمل دول الاعتدال العربي وعلى راسها السعودية ومصر والاردن.
صلابة الموقف الفلسطيني والحقائق على الارض والرفض العربي وضع ترمب امام خيارات صعبة، فاما ان يمضي قدما بمشروعه ليتحول الى اشتباك اقليمي واسع يبدد مشروعه لخفض التصعيد، بل ويشعل اشتباك اخطر يتجاوز في خطورته الصدام مع ايران والحرب في اوكرانيا بل والمواجهة في مضيق تايوان والحرب التجارية مع الصين ، واما ان يعلن فشل مشروعه بتهجير الفلسطينيين مسجلا اولى محطات الفشل في مسيرته التي لم يمضي عليها سوى شهر واحد، او ان يبتلع كلماته بالقول: لست مستعجلا لبناء الريفيرا، تراكا للزمن طي صفحة الترهات التي تلفظ بها .
لم يبقى امام نتنياهو واليمين الاستيطاني سوى اجترار الكلمات البلهاء التي تلفظ بها دونالد ترمب الثلاثاء الفائت و ابتلع نصفها اليوم بالحديث عن ضرورة عدم الاستعجال في بناء الريفيرا، تاركا اليمين الاسرائيلي في حالة حيرة حول الكيفية التي سيتحقق فيها هذا السراب، فانسحاب الاحتلال من محور نتساريم وضع فقاعة التهجير التي اطلقها دونالد ترمب على بعد شعرة من نقطة الانفجار.
ختاما .. البداية غير الموفقه لترمب فتحت الباب لانعطافة عربية امنة تسمح للدول العربية الابتعاد عن الولايات المتحدة والمناورة في مساحة اقليمة ودولية اوسع، فالهجوم الترمبي كشف العجز الامريكي و اخفي من ناحية اخرى رغبة امريكية كامنة بالتعمية على انسحاب امريكي واسع ، وهي رغبة لن تغادر دونالد ترمب الى ان ينهي حقبته الرئاسية.