نقف إلى جانب فرانشيسكا ألبانيز ضد حملة النباح الغربي
كاتب المقال : علي سعادة
الحكومات في الغرب المتوحش والموحش ووسائل الإعلام التي تشغلها “أيباك” والمنغمسة بشكل متعمد ومنهجي في تبرير الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي فقدت قيمتها الأخلاقية والمهنية، تحرض ضد الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط سيل من رسائل التهديد بالموت واتهامها بالتهمة المعلبة المملة التي لم تعد تثير اهتمام أحد بأنها “معادية للسامية”.
ويحاول المشرعون الأميركيون (الكونغرس) منع المحققة الرسمية للأمم المتحدة في جرائم الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية من التحدث أمام الأمم المتحدة في نيويورك حيث ستقدم ألبانيزي نتائج تقريرها إلى الأمم المتحدة.
لا يريدون أن يسمع الأميركيون والعالم الأدلة الدامغة على ارتكاب دولة البراز البشري جرائم ضد الإنسانية.
وقد دفع المدى الذي وصلت إليه دولة الحثالة وحلفاؤها للسيطرة على السرد وبعد أن تخلت العديد من الدول عن التزاماتها، بالمقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز إلى نشر التصريح التالي على منصة أكس :
“أشعر بخيبة أمل شديدة لأن العديد من الحكومات والدبلوماسيين الغربيين يبدو أنهم ضُلِّلوا بمزاعم زائفة ومعاد تدويرها ضدي، تمام كما أستعد لتقديم أحدث تقرير لي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. أنا ملتزمة بشدة بحقوق الإنسان لجميع الناس – كيف يمكنني أن أكون معاديا للسامية؟ إن انتقاد تصرفات وسياسات إسرائيل لا يجعل المرء معاديا للسامية، خاصة أن إسرائيل تواصل ارتكاب الفظائع دون هوادة. إذا كانت هذه الحكومات ملتزمة حقًا بالقانون الدولي، فيجب أن تركز ليس على الادعاءات الكاذبة الموجهة ضدي، ولكن على إنهاء الوضع غير القانوني والكارثي في فلسطين المحتلة. لن يحدث هذا مرة أخرى أبدا للجميع – بما في ذلك الشعب الفلسطيني”.
انتهى الاقتباس من بيان ألبانيز.
في ظل الجرائم التي ترتكب ويشهدها العالم في بث مباشر في قطاع غزة، يستمر العار الجماعي لهذا القرن بلا هوادة أو توقف، لقد ترك الفلسطينيون، المنهكون من الهجمات المتواصلة على أجسادهم وأرواحهم، أمام المجزرة المفتوحة، يتعرضون إلى صور مروعة للإعدامات الميدانية، والنزوح القسري الجماعي، وغير ذلك من الانتهاكات الصارخة، مما ترك العالم في حالة ذهول وارتباك غير قادر على إدراك ما يحدث في غزة من جرائم فاقت التصور والخيال حتى خيال الشيطان نفسه.
إن الأمم المتحدة، تنهار تحت وطأة هذا العار، وضغوط التقاعس أو التواطؤ من جانب الدول الكبرى الأعضاء فيها.
يهاجمون ألبانيز لأنها تجرأت على استخدام معرفتها العميقة بالقانون، وإنسانيتها للدفاع عن حقوق الإنسان، وإدانة القتل الجماعي المستمر للأطفال والنساء، والمطالبة بالمساءلة.
علينا جميعا أن نقف إلى جانب ألبانيز، وندين الهجمات التي تستهدفها وحملة التشهير التي تقودها الدولة المنبوذة بدعم من الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الأوروبية. هذه الحملة ضد ألبانيز ليست مجرد هجوم على فرد واحد، إنها إهانة لكل أولئك الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والقيم المنصوص عليها في القانون الدولي.