حالة طوارئ في أروقة الدبلوماسية في العالم!
كاتب المقال : عبد الله المجالي

مع دخول عهد دونالد ترامب بعد غد الاثنين، تستعد الدبلوماسية العالمية لحالة طوارئ دائمة لمواجهة هذا المجنون الذي يكره الدبلوماسية ولا يعبأ ببروتوكولاتها.
من بين صفات ترامب التي تؤرق زعماء العالم هو ازدراؤه للقانون الدولي ولمبدأ التعاون الدولي خصوصا ذلك النوع من التعاون الذي يتطلب المساهمة بأموال.
أروقة الأمم المتحدة تتخوف من انسحاب الولايات المتحدة منها وهي أكبر مساهم فيها.
تقارير تحدثت عن أن العديد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة مثل اليونسكو، و صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمفوضيّة السامية لحقوق الإنسان، باتت تبحث عن مصادر تمويل لأن إدارة ترامب من المتوقع أن توقف مساهماتها فيها.
منظمات أممية أخرى تستعد لانسحاب الولايات المتحدة على رأسها منظمة الصحة العالمية.
الكارثة يتوقع أن تحل على المنظمات التي تعنى بالتغير المناخي، فترامب لا يؤمن بهذا “الهراء”، ويعتقد أن المسألة مجرد مؤامرة لتقييد قدرات وطاقات الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن ينسحب من اتفاق باريس حول المناخ.
ستكون حالة الطوارئ أكثر ما تكون شدة في أورقة الدبلوماسية الأوروبية واليابان وكوريا الجنوبية، خصوصا فيما يتعلق بالتزامات الولايات المتحدة إزاء أمنها في إطار حلف الناتو؛ فترامب يرفض أن تكون مساهمات أعضاء الناتو المالية ضعيفة، وهو يرى باختصار ودون رتوش دبلوماسية: “من يدفع ندافع عنه، ومن لا يدفع لا ندافع عنه” في خرق مباشر لأهم بند من بنود الحلف وهو الحماية الجماعية.
هنا في الشرق الأوسط ستكون حالة طوارئ لن تقل عن تلك في أوروبا، فالجميع يتذكر اللغة غير الدبلوماسية بل الشائنة لترامب التي كان ستخدمها مع زعماء المنطقة، وأحيانا على الهواء مباشرة.
ما يزيد الطين بلة هو أن طاقم ترامب على شاكلته في تجاهله وازدرائه للبروتوكولات الدبلوماسية، وخير دليل هو تصرف مبعوثه للشرق الأوسط الذي أجبر نتنياهو على عقد اجتماع في ظهر السبت، حيث إن التقاليد الصهيونية تمنع أي اجتماعات حكومية يوم السبت، لكن ويتكوف لم يأبه لهذا، وأصر على لقاء نتنياهو. هكذا كان التعامل مع نتنياهو فكيف سيكون التعامل مع غيره من زعماء الشرق الأوسط؟!!