هل تنجح “إسرائيل” في إنشاء تحالف مناهض للحوثيين؟

لم يتوقف قادة الاحتلال الاسرائيلي عن التهديد والوعيد بشن حملة واسعة ومستمرة لتدمير قدرات حركة انصار الله الحوثية والجيش اليمني في صنعاء، بل امتد الأمر لتهديد الفنانيين والاعلاميين في اليمن، وعلى رأسهم اليوتيوبر اليمني مصطفى المومري.
التهديدات الاسرائيلية التي ارتفع سقف طموحاتها باستهداف قدرات الجيش اليمني في صنعاء واغتيال كبار مسؤولي الجماعة السياسيين والعسكريين اتسع ليشمل اعلاميين على رأسهم الناطق باسم الجيش اليمني يحى سريع، وناشطي السوشل ميديا؛ ما وضع اليوتيوبر اليمني “مصطفى المومري” على قائمة المستهدفين، الامر الذي ألمح اليه افخاي ادرعي الناطق باسم جيش الاحتلال خلال تعليقه على فيديو “الحلم العبري” الذي اعده الفنان اليمني مؤخرا، فالمومري ليس عنصرًا في الجيش اليمني ليرد عليه. افخاي.
الضربات العنيفة بصواريخ فرط صوتية أفقدت قادة الاحتلال صوابهم، ودفعتهم الى التخبط الى ما هو أبعد من ذلك بإعلان رغبتهم في تشكيل تحالف يضم الولايات المتحدة وبريطانيا الى جانب دول في الاقليم، فهل ينجح الكيان الاسرائيلي في ما عجزت اميركا عن وبريطانيا عن فعله في “تحالف الأزهار” الذي أطلقته قبل عام في ديسمبر 2023، وهو التحالف الذي تقلص من كونه تحالفًا من 30 دولة الى مجرد عملية تحت مسمى “بوسيدن”، تشارك فيها بريطاينا واميركا.
طموحات الكيان الاسرائيلي لتشكيل تحالف اقليمي يضم حكومة الشرعية في اليمن يزيد الامور سوءًا للقوى الاقليمية العربية والاوروبية التي تطالب بوقف الحرب والمجازر في قطاع غزة دون جدوى تذكر؛ فحالة الإفلاس السياسي والعسكري والاخلاقي التي يعاني منها الاحتلال تفقده القدرة على اكتساب الزخم السياسي والعسكري الذي حاول اكتسابه من ثورة السوريين العادلة وسقوط الاسد، وليس من مشروعية عملياته في غزة ولبنان.
الحراك الاسرائيلي ارتبط بالهجمات الصاروخية للجيش اليمني على الكيان الاسرائيلي المتهم قادته بارتكاب جرائم بحق الانسانية في قطاع غزة، وعلى رأسهم رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، والى جانب ضعف المشروعية برز تحدي الضعف الاستخباري والعمى المعلوماتي حول إمكانات الحوثيين في اليمن.
فحركة أنصار الله باغتت الاحتلال والولايات المتحدة بالصواريخ الفرط صوتية التي لا تمتلكها إلا بضعة دول من العالم، على رأسها روسيا وايران والصين وكوريا الشمالية، وهي دول تملك علاقات جيدة مع حكومة صنعاء وحركة انصار الله الحوثية، فضلًا عن الولايات المتحدة الخصم المباشر للحوثيين، والتي اجرت اولى تجاربها الفرط صوتية الناجحة قبل اسابيع قليلة في الخامس من نوفمبر/ كانون الثاني من العام المنقضي 2024.
المؤشرات المقلقة حول امتلاك حركة انصار الله والجيش اليمني اسلحة متطورة مضادة للسفن، ورفض روسيا التعاون مع الولايات المتحدة في الملف اليمني، والكشف عن مقدرات الحوثيين، مسألة اخرى تعقد العمليات العسكرية على نحو يجعل منها مقامرة لواشنطن ولندن وللكيان الاسرائيلي، فهي قنبلة موقوتة يتوقع ان تشعل الاقليم مجددا في حال نجاح الحوثيين باستهداف حاملة طائرات امريكية او بريطانية، وفي حال تمكنهم من إلحاق اضرار كبيرة بالكيان وبنيته التحتية .
ختامًا.. قدرات الحوثيين الغامضة، والتآكل المستمر للعمليات العسكرية في اليمن يدفع بقوة نحو خفض للتصعيد يمر في قطاع غزة وينتهي عندها؛ فما حدث في بيروت في ايلول /سبتمبر الماضي يصعب تكراره في صنعاء والحديدية؛ فصعدة بجبالها وأوديتها ليست الضاحة الجنوبية بعمائرها وشوارعها، وجنوب البحر الاحمر باتساعه وطول حدوه ليس كما جنوب لبنان.