الأخبار

ماذا وراء نشر فيديوهات تنكيل أمن السلطة بالنشطاء الفلسطينيين؟

ديسمبر 28, 2024 6:39 م

السبيل – خاص

تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم وأمس، مشاهد صادمة تظهر قيام أفراد من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بتعذيب شبان فلسطينيين واحتجازهم في ظروف مهينة.

وأظهر أحد الفيديوهات قيام أفراد من الأمن بإجبار شاب على الدخول في حاوية قمامة. وفي فيديو آخر؛ يظهر عنصران من الأمن الوقائي وهما يطلبان من شابين معتقلين ترديد عبارة “الله أبو مازن!”، ويُظهر فيديو ثالث أحد المعتقلين وقد وُضع كيس بلاستيكي على رأسه بينما يتعرض للضرب المبرح على وجهه وظهره، فيصرخ قائلاً: “انخنقت.. انخنقت”، لكن المسلحين استمروا في ضربه.

لماذا التصوير والنشر؟

يرجح كثير من المراقبين أن تكون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، تعمدت نشر هكذا فيديوهات، وذلك لتحقيق أهداف سياسية وأمنية على حساب وحدة الصف الفلسطيني.

وأبرز هذه الأهداف:

1- نشر مقاطع التعذيب والإهانة رسالة موجهة للنشطاء والمجتمع، تحمل معاني ترهيبية، مفادها أن التحدي للسلطة لن يمر دون عقاب قاسٍ.

2- التصوير والنشر قد يكونان محاولة لإثبات جدية السلطة في ملاحقة المقاومة، لكسب رضا الاحتلال وداعميها الدوليين.

3- من خلال نشر هذه المقاطع؛ تسعى السلطة لإظهار المعتقلين في وضع ضعف، مما يهدف إلى تقويض الدعم الشعبي للمقاومة.

لماذا الآن؟

لا يبدو توقيت هذه الحملة عشوائياً، بل يعكس دوافع سياسية وأمنية واضحة في ظل تصاعد عمليات المقاومة وتعاظم الغضب الشعبي. أبرزها:

1- وفاء السلطة بالتزاماتها الأمنية تجاه الاحتلال الإسرائيلي تحت لافتة “التنسيق الأمني”، والذي يضغط عليها لكبح تصاعد المقاومة المسلحة في الضفة، والتي أخذت تتصاعد مع تواصل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

2- إضعاف المقاومة المتصاعدة، خاصة مع فقدان السلطة للشرعية الشعبية نتيجة الجمود السياسي والاقتصادي.

3- تخوف السلطة من مصير كمصير النظام السوري السابق، ما دفعها إلى تعزيز نفوذها وسيطرتها داخلياً، من خلال قمع أي معارضة سياسية أو نشاط مقاوم.

تأثيرات محتملة

تترك مثل هذه الممارسات تداعيات خطيرة على وحدة الصف الفلسطيني والسلم المجتمعي، خاصة في ظل الوضع السياسي المتأزم. فهي تؤدي إلى:

1- تعميق الانقسامات الداخلية، وخلق فجوة أعمق بين مؤيدي السلطة والمقاومة، ما يزيد من حالة الاستقطاب في الشارع الفلسطيني.

2- تقويض الشرعية الشعبية للسلطة، إذ إن هذه الممارسات تُبرزها كطرف قمعي بدلاً من ممثل للقضية الفلسطينية.

3- إضعاف النسيج الوطني، وعرقلة جهود الوحدة الوطنية، وتحوّل الصراع من مواجهة الاحتلال إلى صراع داخلي.

ويشكل استمرار ممارسات الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية ضد أبناء الشعب الفلسطيني خطراً كبيراً على النسيج المجتمعي والوحدة الوطنية.

وتهدف هذه التجاوزات إلى تقويض المقاومة وترسيخ الهيمنة السياسية، فهي لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي الذي يستفيد من حالة الانقسام الداخلي، ما يستوجب تحركاً فورياً من القوى الوطنية والشعبية لوقف هذا التغول، وضمان احترام حقوق الإنسان، وإعادة توجيه البوصلة نحو الهدف الحقيقي: تحرير الأرض والشعب من الاحتلال.

مواضيع ذات صلة
حين أفاق الصهاينة على “اليوم التالي” لغزة فوجدوا حماس
حين أفاق الصهاينة على “اليوم التالي” لغزة فوجدوا حماس

يناير 19, 2025 4:54 م

كتب: علي سعادة طيلة 15 شهرا من الحرب الوحشية على قطاع غزة كان مصطلح “اليوم التالي” الأكثر تداولا من قبل...
مقاومة غزة تنتصر وتحرر الأسرى رغم أنف الاحتلال
مقاومة غزة تنتصر وتحرر الأسرى رغم أنف الاحتلال

يناير 19, 2025 11:06 ص

السبيل – خاص نفذت المقاومة الفلسطينية في غزة عملية “طوفان الأقصى” بهدف معلن وواضح: تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال...
هل يمكن استئناف الحرب في غزة مجدداً؟
هل يمكن استئناف الحرب في غزة مجدداً؟

يناير 18, 2025 6:52 م

السبيل – خاصفي أعقاب حرب دامية استمرت 15 شهراً، أسفرت عن دمار هائل في قطاع غزة؛ تم التوصل إلى اتفاق...
نساء غزة.. أيقونة الصمود ودعامة النصر
نساء غزة.. أيقونة الصمود ودعامة النصر

يناير 18, 2025 6:46 م

السبيل – خاصفي غزة، حيث تختلط رائحة البارود برائحة الخبز، وحيث يصبح الليل رفيقاً دائماً للأنين؛ تقف نساء غزة كحكايات...
قراءة في اتفاق الهدنة.. الاحتلال يفشل في تحقيق أهدافه
قراءة في اتفاق الهدنة.. الاحتلال يفشل في تحقيق أهدافه

يناير 16, 2025 12:00 م

السبيل – خاص أعلنت الحكومة القطرية مساء الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، على أن يبدأ...
اتفاق غزة.. إحباط في صفوف المحللين الإسرائيليين
اتفاق غزة.. إحباط في صفوف المحللين الإسرائيليين

يناير 15, 2025 3:04 م

السبيل – خاص يشهد المشهد الإعلامي الإسرائيلي هذه الأيام سلسلة من التحليلات التي تعكس حالة من الإحباط والتشاؤم إزاء الاتفاق...