الأخبار

إجراءات عقابية وتوبيخ لهاغاري بعد تصريحاته بشأن المعلومات السرية

ينفذ العدو منذ خمسة أيام ما يسمى بخطة الجنرالات التي تهدف إلى تفريغ شمال من حوالي نصف مليون غزي صمدوا خلال العام الأول للإبادة الجماعية.
حاليا يطبق العدو على البلدات في شمال غزة، فيما تخوض المقاومة معركة شرسة في جباليا.
القصف على المناطق المأهولة وخيام النازحين لم يتوقف أبدا، وهو ما يذكر بالأيام الأولى للعدوان؛ كميات هائلة من الحمم تنهال على رؤوس الناس هناك، من الطائرات والمدفعية والدبابات والطائرات المسيرة.
ما يجري في شمال قطاع غزة مذبحة بكل ما تعني الكلمة من معنى، وقد عمد العدو إلى قصف المخبز الوحيد في الشمال، ما أسفر عن احتراق المخزون من الدقيق إضافة لتدمير المخبز، وها هو ينذر المستشفيات المتبقية بالإخلاء من جميع من يتواجد فيها من المرضى والجرحى والنازحين والكوادر الطبية وإلا سيواجهون القتل أو الاعتقال.
وأمام هذه الكارثة الإنسانية، وإصرار العدو على تهجير أهالي شمال القطاع تمهيدا لطردهم، يبقى الموقف العربي العاجز يرواح مكانه ولا يتقدم قيد أنملة.
برغم أن الأردن يستشعر الخطر الناجم، وبالرغم من تصريحات معالي وزير الخارجية الذي يحذر من خطر العمليات الصهيونية هناك، إلا أن ذلك ليس سوى استنساخ للمواقف السابقة منذ العدوان قبل عام مرورا بكل المجازر والمذابح التي ارتكبها العدو. وبالقياس فإن تلك المواقف والتصريحات لن تردع العدو من استكمال خطة الجنرالات التي تهدف لإخلاء الشمال وتمهيده للاستيطان.
المطلوب تطوير الموقف العربي، ويتحمل الأردن، بحكم موقعه وعلاقاته وعمق فهمه والمخاطر التي تحيق به، المسؤولية الأكبر في ذلك.
أولا: يجب اعتبار ما يحدث في الشمال تهجيرًا فعليًّا، والتصرف على هذا الأساس.
ثانيا: اتخاذ كافة الخطوات المتاحة لتعزيز صمود السكان في شمال القطاع، ومن بين ذلك إقناع الدول العربية والغربية على بدء عملية إنزال مساعدات على الشمال.
ثالثا: التحرك الفوري وبالتنسيق مع جنوب أفريقيا لاستصدار قرار من محكمة العدل الدولية لإيقاف المذبحة في شمال قطاع غزة.
رابعا: التحرك على مستوى مجلس الأمن بالتنسيق مع الجزائر العضو العربي في المجلس واللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية.
خامسا: عرقلة أي شحنات باتجاه الكيان.
المسؤولية الأخرى هي على عاتق الشعب الأردني الذي أثبت في أكثر من محطة أن حراكه الفاعل ألهم الكثيرين حول العالم، ويجب أن يكون هذا الحراك يوازي الجريمة الصهيونية التي تنفذ الآن في قطاع غزة.

عبد الله المجالي
كاتب